أوروبا

الجدل حول “الحجاب” يعود بقوة في إسبانيا بعد منع تلميذة مغربية من مدرستها بسبب ارتدائه

الجدل حول “الحجاب” يعود بقوة في إسبانيا بعد منع تلميذة مغربية من مدرستها بسبب ارتدائه

عاد الجدل حول ارتداء الحجاب في الفضاءات العامة والمؤسسات التعليمية بإسبانيا إلى الواجهة، بعدما أثارت واقعتان متباينتان في لوغرونيو وسبتة نقاشا واسعا حول الحريات الدينية والحقوق الفردية في بلد يفتخر بتعدديته. ففي حين تتهم طالبة في معهد تعليمي بمدينة لوغرونيو السلطات التعليمية بممارسة “تمييز ديني” بعد طردها من الفصل بسبب ارتدائها الحجاب، عبّرت القوى السياسية في مدينة سبتة عن دعمها العلني لحق النساء في ارتداءه باعتباره “رمزًا للتمكين والحرية”.
تقول الشابة البالغة من العمر 17 عامًا، وهي طالبة في السنة الأولى من البكالوريا الدولية بمعهد “ساغاستا” في لوغرونيو، إنها تعرضت “لإهانة علنية” حين طُلب منها مغادرة قاعة الدرس يوم 15 شتنبر الماضي بعد رفضها خلع الحجاب. وتشير الطالبة إلى أن لوائح المؤسسة لا تتضمن أي بند يمنع ارتداء الحجاب، بل تقتصر على منع القبعات والأغطية الرأسية مثل “الكاب” والقبعات الصوفية، ومع ذلك اضطرت للحضور يوميًا بدون الحجاب لتتمكن من متابعة دراستها.
وردا على ما تعتبره “انتهاكًا صارخًا لحقها الدستوري في حرية المعتقد والتعبير”، أطلقت الطالبة حملة رقمية وجمعت أكثر من 11 ألف توقيع، مؤكدة في تصريحاتها أن “إسبانيا دولة ديمقراطية ولا يمكن أن تُختزل العلمانية في فرض نمط معين من اللباس”. وأوضحت أنها ترتدي الحجاب “عن قناعة شخصية” وترى في إجبارها على خلعه “إهانة لهويتها وكرامتها”.
وفي مقابل هذا المشهد، اختارت مدينة سبتة مسارا مختلفا تمامًا. ففي جلسة حديثة لجمعيتها التشريعية، تقدّم حزب MDyC بمقترح يدعو إلى رفض أي محاولة لحظر الحجاب أو الرموز الدينية الأخرى في الفضاءات العامة.
وقالت المتحدثة باسم الحزب، فاطمة حامد، إن “الأمر لا يتعلق بقطعة قماش، بل برمز للتمكين النسائي والتعددية والحرية الشخصية”، داعية إلى احترام خيارات النساء في ما يتعلق بملبسهن.
وقد حظي المقترح بدعم واسع من مختلف القوى السياسية، بما في ذلك الحزب الشعبي (PP) الذي أكد “دفاعه غير المشروط عن حرية الضمير والدين”، والحزب الاشتراكي (PSOE) الذي شدد على أنه “من غير المقبول أن يشهد عام 2025 استمرار التمييز ضد الطالبات بسبب الحجاب”.
في المقابل، تبنّى حزب فوكس (Vox) موقفًا معارضًا واعتبر الحجاب “رمزًا لجذور ثقافة ذكورية”، متهمًا الداعمين للمبادرة بـ”استغلال القضية لأغراض سياسية”. لكن هذه الأصوات ظلت معزولة أمام الإجماع النسبي على دعم حرية الاختيار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى