كوسوفا تحتفي بمرور أربعين عامًا على أول ترجمة ألبانية كاملة لمعاني القرآن الكريم

كوسوفا تحتفي بمرور أربعين عامًا على أول ترجمة ألبانية كاملة لمعاني القرآن الكريم
نظّمت رئاسة المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، مؤتمرًا علميًا في العاصمة بريشتينا بمناسبة مرور أربعين عامًا على صدور أول ترجمة كاملة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية، أنجزها العالم والمترجم الدكتور فتحي مهديّو عام 1985م، وذلك في صالة المؤتمرات بكلية الدراسات الإسلامية.
يُعد هذا الإنجاز محطة بارزة في تاريخ الثقافة الإسلامية الألبانية، إذ أسهم في تمكين المسلمين الألبان في غرب البلقان من فهم معاني القرآن الكريم بلغتهم الأم، وفتح الباب أمام حراك علمي وثقافي أثمر ترجمات وتفاسير متعددة أغنت المكتبة الإسلامية الألبانية على مدى العقود اللاحقة.
وفي كلمته الافتتاحية، أوضح مدير إدارة الثقافة والنشر والإعلام في المشيخة، رمضان شكودرا، أن تنظيم المؤتمر جاء تقديرًا لجهود المترجم الراحل، الذي خلّد اسمه بعمل علمي فريد مكّن الألبان من التواصل المباشر مع معاني كتاب الله.
من جانبه، أشاد فضيلة الشيخ نعيم ترنافا، رئيس المشيخة الإسلامية ومفتي كوسوفا، بجهود المترجم ودوره في خدمة الدين والوطن، واصفًا الترجمة بأنها من أهم المنجزات الفكرية والدينية في تاريخ الأمة الألبانية، لما تمثله من ركيزة في نشر المعرفة القرآنية وتعزيز الهوية الإسلامية.
كما أكد الباحث حسين ماتوشي أن ترجمة القرآن الكريم لم تكن مجرد مشروع ديني، بل خطوة ثقافية أساسية أسهمت في تشكيل الوعي الجمعي للمجتمعات المسلمة الناطقة بالألبانية، ورسّخت قيم النهضة والتنوير في المنطقة.
وعبّر الدكتور فتحي مهديّو خلال كلمته عن فخره واعتزازه بأن يرى عمله بعد أربعة عقود يُتلى ويُدرّس في المساجد والمدارس والمؤسسات الدينية في كوسوفا وسائر بلدان غرب البلقان.
واختُتمت الفعالية بافتتاح معرض خاص لعرض النسخ المختلفة لترجمات القرآن إلى الألبانية، استعرض مسيرة التطور في هذا المجال منذ محاولاته الأولى وحتى الإصدار التاريخي عام 1985م.
وأكد المشاركون في ختام المؤتمر أن مرور أربعين عامًا على هذا الإنجاز يمثل مناسبة لتجديد الالتزام بخدمة القرآن الكريم ونشر رسالته، وتعزيز دور المشيخة الإسلامية في ترسيخ الثقافة الدينية الأصيلة في كوسوفا، ضمن جهودها المتواصلة للنهوض بالتعليم الديني وحماية الهوية الإسلامية للألبان.