اليمن

ضحايا الألغام في اليمن.. مآسٍ إنسانية متواصلة تطال النساء والأطفال

ضحايا الألغام في اليمن.. مآسٍ إنسانية متواصلة تطال النساء والأطفال

أعلنت منظمات حقوقية محلية ودولية أن الألغام الأرضية ومخلّفات الحرب في اليمن ما زالت تحصد أرواح المدنيين يومياً رغم الهدنة المعلنة منذ ثلاث سنوات، محذّرة من أن البلاد باتت من أكثر مناطق العالم تلوثاً بالألغام، وأن نحو 40% من ضحاياها هم من النساء والأطفال.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن الألغام والذخائر غير المنفجرة تسببت، منذ اندلاع الحرب عام 2014 وحتى عام 2024، في مقتل أكثر من 4500 مدني وإصابة ما يزيد على 5000 آخرين، فيما سُجل خلال النصف الأول من عام 2025 مقتل وإصابة أكثر من مئة مدني، بينهم أطفال كانوا يمارسون ألعابهم في مناطق ملوثة بالألغام.
وتقول منظمات الإغاثة إن الألغام المزروعة في الطرقات والمزارع ومحيط القرى تسببت في مآسٍ إنسانية متكررة، إذ حوّلت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية إلى مناطق خطرة وغير صالحة للحياة، وأجبرت مئات الأسر على النزوح من قراها بحثاً عن الأمان.
في المقابل، تواصل الفرق الميدانية المتخصصة جهودها في نزع الألغام ضمن مشاريع إنسانية مدعومة من منظمات دولية، حيث تمكنت خلال الأعوام الأخيرة من إزالة مئات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة وتطهير مساحات واسعة من الأراضي. إلا أن خبراء يؤكدون أن الألغام التي زُرعت دون خرائط توثيق تجعل عملية الإزالة طويلة ومعقدة، وتحتاج إلى موارد أكبر وإلى التزام جميع الأطراف المتحاربة بتسهيل أعمال الفرق الفنية.
ويحذّر مختصون من أن خطر الألغام في اليمن لا يقتصر على القتل والإصابات الجسيمة، بل يمتد ليهدد الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي، خاصة في القرى الزراعية والمناطق الريفية التي يعتمد سكانها على الزراعة والرعي كمصدر رئيسي للعيش، مما يجعل هذه الكارثة الإنسانية مستمرة حتى بعد توقف المعارك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى