تفجير ضريح في زليتن يثير مخاوف من عودة الجماعات الإرهـ،ـابية في غرب ليبيا

تفجير ضريح في زليتن يثير مخاوف من عودة الجماعات الإرهـ،ـابية في غرب ليبيا
أثار تفجير استهدف ضريح الشيخ مفتاح الصفراني في مدينة زليتن غرب ليبيا، فجر الأحد، موجة قلق واسعة بين السكان خشية عودة نشاط الجماعات الإرهـ،ـابية، في وقت التزمت فيه السلطات الرسمية الصمت حيال الحادث.
ورغم عدم تسجيل خسائر بشرية، فإن التفجير أدى إلى تدمير الضريح بشكل كامل، وأعاد إلى الواجهة ملف استهداف الأضرحة والزوايا الدينية الذي شهدته عدة مدن ليبية منذ عام 2011. وتشير روايات محلية إلى أن سيارة مظللة توقفت قرب الموقع، ونزل منها شخص زرع عبوة ناسفة فجّرت عن بُعد، وفق ما أظهرته كاميرات المراقبة.
ويعد الضريح أحد أبرز المعالم الدينية في المنطقة، إذ يضم زاوية لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم العلوم الشرعية، ويستقطب سنوياً زواراً من مختلف أنحاء ليبيا. ويعود تاريخه إلى بدايات القرن العشرين.
ويرى خبراء أن هذه الاعتداءات ليست مجرد أعمال تخريب، بل جزء من استراتيجية أوسع تتقاطع فيها مصالح سياسية مع فكر متطرف ونفوذ ميليشيات مسلحة. ويحذر محللون من أن عودة مثل هذه التفجيرات إلى المنطقة الغربية قد تنذر بمرحلة جديدة من نشاط الجماعات الإرهـ،ـابية في ظل هشاشة الوضع الأمني وانتشار السلاح.
وقد سبق أن تعرضت أضرحة عدة في طرابلس ومصراتة وبنغازي ودرنة لاعتداءات مماثلة، فيما وثقت منظمات حقوقية محلية ودولية حوادث هدم وتفجير لزوايا صوفية، ووصفتها بانتهاكات خطيرة للتراث الديني والثقافي.
وأدان ناشطون حقوقيون التفجير الأخير، معتبرين أنه عمل إرهـ،ـابي يستوجب الملاحقة والمحاسبة، في حين عبّر ممثلون عن المجلس الأعلى للتصوف في غرب ليبيا عن استغرابهم لصمت السلطات، محمّلين الدولة مسؤولية حماية هذه المعالم الدينية والتاريخية.
ويخشى مراقبون أن تتحول الأضرحة والزوايا إلى ساحة صراع طويل يهدد وحدة المجتمع الليبي، خاصة مع تزايد التحذيرات من استغلال الجماعات المتطرفة لهذه الأوضاع الهشة لفرض نفوذها من جديد.