باحثون أكاديميون: الأربعين الحسيني أفضل فرصة للربط الروحي بين قلوب الناس والقرآن الكريم

باحثون أكاديميون: الأربعين الحسيني أفضل فرصة للربط الروحي بين قلوب الناس والقرآن الكريم
أكد باحثون أكاديميون أن مسيرة الأربعين الحسيني تمثل أفضل فرصة لتعزيز الصلة الروحية بين قلوب الناس والقرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام)، مشيرين إلى أن هذه الشعيرة الكبرى تُعد من أبرز مصاديق شعائر الله تعالى، استنادًا إلى قوله عز وجل في الآية 32 من سورة الحج المباركة: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
وأوضح الباحثون أن النهضة الحسينية في عاشوراء ومسيرة الأربعين يتكاملان من حيث الجوهر، لكنهما يختلفان في نوع الجهاد، فالأولى كانت رمزًا للجهاد العسكري، فيما تمثل الأربعين صورة للجهاد الثقافي والفكري. وأضافوا أن كلا الحدثين يجسدان مفاهيم الصمود، والمقاومة، والمطالبة بالحق والعدالة، والتنوير، وإحياء ذكرى الإمام الشهيد وحفظ المبادئ.
وتحدثوا عن الطاقة الهائلة لمسيرة الأربعين المليونية وما تختزنه من إمكانات روحية وثقافية، معتبرين أنها فرصة متميزة لنشر الثقافة القرآنية وربط القرآن بمشاعر الناس وعواطفهم، باعتبار أن القرآن يمتزج بقلوب المؤمنين. كما دعوا إلى إقامة برامج قرآنية على طريق الزائرين، وتنظيم مسابقات وختمات جماعية للقرآن الكريم، ومشاريع للتدبر في الآيات، بما يسهم في تعزيز الارتباط بالكتاب العزيز خلال هذه المناسبة العظيمة.
وشدد الباحثون على ضرورة استثمار هذه المراسم في اتجاهين متوازيين: الأول تعظيم الفرص المتاحة في الأربعين، والثاني معالجة السلبيات المحتملة مثل الفرقة والخلاف وسوء السلوك والغفلة، وذلك بالاستفادة من القيم القرآنية النورانية. ورأوا أن الموجة المليونية لزوار الأربعين القادمين من مختلف دول العالم تمثل بيئة مثالية لتعزيز الثقافة القرآنية وترسيخ مبادئها في وجدان الناس.
وتُعد زيارة الأربعين واحدة من أكبر التجمعات الدينية في العالم، إذ يتوافد إليها الملايين من شتى الجنسيات والقوميات للمشاركة في هذا الحدث الروحي والثقافي الذي يتجدد كل عام في كربلاء المقدسة.