في نيروبي.. مدرسة “هلال الزيتون” تزاوج بين المنهج البريطاني وروح القرآن
في نيروبي.. مدرسة “هلال الزيتون” تزاوج بين المنهج البريطاني وروح القرآن
في أحد أحياء نيروبي الهادئة، يلفت الأنظار مبنى حديث بألوان زاهية يحتضن مدرسة هلال الزيتون الدولية (Olive Crescent International School)، التي تحولت في سنوات قليلة إلى محطة بارزة في مشهد التعليم الإسلامي الحديث في كينيا، حيث يعيش ملايين المسلمين في بلد غير عربي وغير مسلم رسمياً.
المدرسة، التي تأسست قبل ثلاثة أعوام بمبادرة الشيخ سعيد الراجي، ترفع شعار “المزج بين الأصالة والمعاصرة”، مقدمة نموذجاً تعليمياً يجمع بين المناهج الأكاديمية العالمية المعتمدة، وعلى رأسها منهج “كامبردج” البريطاني المؤهل لامتحانات IGCSE، وبين الهوية الإسلامية القائمة على القرآن والتربية الإسلامية واللغة العربية.
وتضم المدرسة -التي تقع في مركز شباب بلدية يالا- مرافق حديثة بمساحة تتجاوز خمسة آلاف متر مربع، منها مكتبة للأطفال، وقاعات للدراسة، وساحات للأنشطة والابتكار، إضافة إلى مساحات مخصصة لحفظ القرآن ومعهد خاص بإشراف معلمين مختصين. ويؤدي الطلاب والطالبات الصلوات في أوقاتها، فيما تخصص المدرسة قيمة إسلامية أسبوعية لترسيخها في السلوك، مثل الصدق والأمانة والانضباط.
وتؤكد مديرة المدرسة، آفاق تيجاني، أن أولياء الأمور يقصدون “هلال الزيتون” لما توفره من توازن نادر بين تعليم عالمي متفوق وهوية إسلامية راسخة، مشيرة إلى أن الطلاب يتلقون العلوم والرياضيات واللغات إلى جانب التربية الدينية، ويجتازون اختبارات دولية مع نهاية المراحل الأساسية.
ورغم التحديات المتمثلة في ارتفاع التكاليف وضغوط الجودة المستمرة، استطاعت المدرسة استقطاب أسر مسلمة من كينيا ودول مجاورة، ممن يبحثون عن تعليم دولي لا يقطع أبناءهم عن دينهم وثقافتهم.
ويقول أحد أولياء الأمور: “اخترت هذه المدرسة لابني وابنتي لأنها الوحيدة التي وجدت فيها مزيجاً متوازناً بين الأخلاق الإسلامية والتميز الأكاديمي”.
وبحسب القائمين عليها، فإن مشروع “هلال الزيتون” لا يقتصر على التعليم فحسب، بل يمثل محاولة لإعادة تعريف مفهوم المدرسة الإسلامية في أفريقيا، ليكون فضاءً يجمع بين العقل والروح، بين الانفتاح على العالم والاعتزاز بالهوية، بما يؤهل جيلاً جديداً من المسلمين قادرين على المنافسة في أرقى الجامعات العالمية دون أن يفقدوا صلتهم بجذورهم.
