الذكرى الـ45 لاندلاع الحرب العراقية الإيرانية.. أطول حروب القرن العشرين وأكثرها دموية

الذكرى الـ45 لاندلاع الحرب العراقية الإيرانية.. أطول حروب القرن العشرين وأكثرها دموية
تحل هذه الأيام الذكرى الـ45 لاندلاع الحرب العراقية الإيرانية، التي تعدّ أطول حروب القرن العشرين في المنطقة وأكثرها دموية، إذ استمرت لثمانية أعوام (1980 – 1988) وخلفت وراءها آثاراً مدمرة لا تزال تداعياتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية ماثلة حتى اليوم في البلدين.
ويرى خبراء أن للحرب تاريخين؛ الأول معلن وهو 22 سبتمبر/أيلول 1980، حين أعلن العراق رسمياً دخول الحرب، والثاني يعود إلى الرابع من الشهر نفسه عندما اخترق الطيران الإيراني الأجواء العراقية، إلى جانب مناوشات حدودية سبقت ذلك على المخافر المشتركة.
وقد شهدت الحرب سلسلة من المعارك الكبرى، واستخداماً لمختلف أنواع الأسلحة باستثناء النووية، فيما جرى توظيف الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع، ما تسبب بمجازر أليمة بحق المدنيين والعسكريين على حد سواء.
ويُرجع محللون أسباب اندلاعها إلى عوامل عدة، أبرزها الخلافات الحدودية التي حاول الطرفان تسويتها في “اتفاقية الجزائر” عام 1975، إلى جانب التحولات السياسية في كل من إيران والعراق بعد وصول أنظمة جديدة إلى الحكم، فضلاً عن البعد الإقليمي والدولي حيث لعبت قوى غربية وعربية دوراً في تغذية الصراع ودعم أحد الطرفين وفق مصالحها السياسية والأيديولوجية.
وأفرزت الحرب خسائر بشرية هائلة قدرت بنحو مليون قتيل ومليوني جريح ومصاب بعاهات دائمة، فيما بلغت الخسائر المادية للعراق 251 مليار دولار، مقابل 653 مليار دولار خسائر إيرانية، إضافة إلى تدمير المنشآت النفطية والصناعية وتوقف التجارة وتراجع اقتصادات البلدين بشكل غير مسبوق.
وبحسب باحثين، فإن كلا الجانبين كانا الخاسر الأكبر في هذه الحرب الطويلة التي وصفت بأنها “أكثر الحروب عبثية في المنطقة”، بعد أن استنزفت الموارد، وخلّفت جراحاً عميقة لا تزال تنعكس على واقع العراق وإيران حتى اليوم.