سيول باكستان تدمّر المحاصيل وتترك آلاف المزارعين بلا مصدر رزق

سيول باكستان تدمّر المحاصيل وتترك آلاف المزارعين بلا مصدر رزق
تشهد مناطق واسعة من باكستان فيضانات مدمرة ناجمة عن أمطار موسمية غزيرة، أدت إلى غرق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتدمير المحاصيل بشكل شبه كامل. وتحوّلت حياة آلاف الأسر الريفية إلى مأساة إنسانية، بعدما فقدت منازلها وحقولها ومصادر دخلها الأساسية.
وأتت السيول على آلاف الهكتارات من القمح والأرز والقطن والخضروات والفواكه، فضلاً عن نفوق أعداد كبيرة من المواشي التي تعد مصدر رزق وغذاء رئيسياً في الأرياف. كما طالت الأضرار البنية التحتية الزراعية، حيث دُمرت قنوات الري، وتقطعت الطرق الواصلة بين القرى، وتعرضت مرافق التخزين للتلف، ما أعاق وصول الإغاثة وإعادة تأهيل الحقول.
تتفاقم المخاوف من أن تؤدي هذه الكارثة إلى موجة ديون متزايدة تدفع بالكثير من المزارعين إلى النزوح نحو المدن، الأمر الذي يهدد بارتفاع نسب الفقر والبطالة، ويزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية. كما يحذّر مراقبون من أن خسارة المحاصيل وتراجع الإنتاج الزراعي قد تترك آثاراً خطيرة على الأمن الغذائي، مع توقعات بارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق المحلية.
من جانبها، أعلنت السلطات عن إطلاق عمليات إجلاء للمتضررين وتوفير مخيمات إيواء مؤقتة، في حين بدأت بعض المساعدات الغذائية والخيام بالوصول إلى المناطق المنكوبة، غير أن حجم الخسائر يتطلب دعماً أكبر على المستويين المحلي والدولي. في الوقت نفسه، تدعو منظمات المجتمع المدني إلى خطة عاجلة لإنعاش القطاع الزراعي تشمل توفير بذور وأسمدة وآليات تنظيف الأراضي، إضافة إلى برامج لإعادة تأهيل البنية التحتية وضمان تعويض الخسائر.
ومع اقتراب موسم الشتاء، تلوح في الأفق مخاوف من سيناريو أكثر قسوة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، إذ قد تتحول الأزمة إلى كارثة غذائية تهدد حياة ملايين المواطنين في القرى والمناطق المتضررة.