العراق

بعد ثماني سنوات من تدميرها.. الموصل تحتفل بافتتاح الجامع النوري ومنارة الحدباء وكنيستين تاريخيتين

بعد ثماني سنوات من تدميرها.. الموصل تحتفل بافتتاح الجامع النوري ومنارة الحدباء وكنيستين تاريخيتين

افتتحت مدينة الموصل، الاثنين، جامع النوري ومنارة الحدباء التاريخية، إلى جانب كنيسة الساعة للآباء الدومينيكان وكنيسة الطاهرة الكبرى للسريان الكاثوليك، بعد ثماني سنوات على تدميرها من قبل تنظيم «د1عش» خلال سيطرته على المدينة في يونيو/حزيران 2014.
وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن جامع النوري ومنارته يمثلان رمزاً للحضارة الإسلامية في العراق، ودليلاً على قدرة الشعب العراقي على الصمود ومواصلة مسيرته الإنسانية القائمة على التعايش والتآخي. واعتبر إعادة إعمار المنارة «علامة من علامات الانتصار الكبير للعراقيين على عصابات الظلام، وفشل مسعاهم في زرع الفتنة والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد».
ويعود تاريخ بناء الجامع النوري والمنارة الحدباء إلى عام 1172 على يد نور الدين زنكي، حيث اشتهرت المئذنة بارتفاعها البالغ 45 متراً وزخارفها بالآجر، وسُمّيت بـ«الحدباء» في القرن الرابع عشر لانحنائها الواضح. أما كنيسة الطاهرة، فيعود تاريخها إلى نحو 800 عام، فيما بُنيت كنيسة الآباء الدومينيكان في منتصف القرن التاسع عشر، لتشكّل جميعها جزءاً من الذاكرة التاريخية المتنوعة للموصل.
وأطلقت منظمة «اليونيسكو» عام 2018 مبادرة «إحياء روح الموصل» في إطار مؤتمر إعادة إعمار العراق بالكويت، وهي الحملة الأكثر طموحاً في تاريخها لإعادة بناء التراث والحياة الثقافية والتعليمية في المدينة. وأعادت المنظمة بناء جامع النوري ومئذنته، ودير سيدة الساعة، وكنيسة الطاهرة، إضافة إلى 124 بيتاً تراثياً وعدد من المباني التاريخية الأخرى.
ويقر خبراء الإعمار بالصعوبات التي واجهت إعادة بناء هذه المعالم، بسبب حجم الدمار الكبير والتحديات الفنية والمعمارية، إذ جرى استخدام قطع وأحجار وطابوق أصلي في بعض الأجزاء للحفاظ على الهوية التاريخية، خاصة في مئذنة الحدباء التي تعد من أبرز الرموز المعمارية في العراق.
وبإعادة افتتاح هذه المعالم الدينية والتراثية، تستعيد الموصل جزءاً من ذاكرتها التي حاول الإرهاب طمسها، وتؤكد مجدداً على مكانتها كمدينة للتنوع الديني والحضاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى