رسالة تحريضية إسرائـ،ـيلية على وسائل التواصل تدعو أوروبا إلى “إبعاد” المسلمين

رسالة تحريضية إسرائـ،ـيلية على وسائل التواصل تدعو أوروبا إلى “إبعاد” المسلمين
أثارت إسرائـ،ـيل موجة من الغضب الدولي هذا الأسبوع، بعد أن نشر حسابها الرسمي الناطق بالعربية على منصة “إكس” رسالة تحريضية صادمة تدعو الأوروبيين إلى اتخاذ إجراءات ضد المساجد و”إبعاد” المسلمين من بلادهم. ووصف المنشور انتشار المساجد في أوروبا بأنه “الوجهة الحقيقية للاستعمار”، في موقف يعتبره الكثيرون دعوة مباشرة للتمييز الديني والعنصرية.
وجاء في المنشور: “في عام 1980، كان هناك أقل من مئة مسجد في أوروبا. أما اليوم، فهناك أكثر من 20,000 مسجد. هذه هي الوجهة الحقيقية للاستعمار”.
وأضاف: “هذا ما يحدث بينما أوروبا غافلة ولا تهتم بالخطر. والخطر لا يكمن في وجود المساجد بحدّ ذاتها، فحرية العبادة من الحقوق الأساسية لكل إنسان، ولكل شخص الحق في الإيمان وعبادة ربه”.
وتابع المنشور: “المشكلة تكمن في المحتوى الذي يُدرس في بعض هذه المساجد، وهو لا يقتصر على التقوى والأعمال الصالحة، بل يركز على تشجيع العنف المتصاعد في شوارع أوروبا، ونشر الكراهية للآخر وحتى لأولئك الذين يستضيفونهم في بلدانهم، والتحريض ضدهم بدل تعليم الحب والوئام والسلام. على أوروبا أن تصحو وتزيل هذا العمود الخامس”. حسبما أفادت منصة “كومن دريمز”.
وردّ الصحفي المقيم في برلين، جيمس جاكسون، على المنصة قائلًا: “حتى حزب البديل لألمانيا (AfD) لا يغرد على أوروبا أن تصحو وتزيل هذا العمود الخامس على خريطة المساجد”.
ووصف مستخدمون آخرون منشور إسرائـ،ـيل بأنه “عنصري” و “معادٍ للإسلام”، بينما أشار البعض إلى التناقض الواضح في طريقة تعامل الفلسطينيين والإسرائـ،ـيليين مع المسيحيين والمؤسسات الدينية المسيحية.
ولفت آخرون إلى أن بعض الأرقام المستخدمة في الخريطة لإثارة الخوف مضللة، حيث تشير إلى دول ذات أغلبية أو نسبة كبيرة من السكان المسلمين.
وقال أحد مستخدمي منصة “إكس” ساخرًا: “روسيا لديها 8,000 مسجد؟ من كان ليعرف أن بلدًا يضمّ ملايين المسلمين من آسيا الوسطى والقوقاز يحتاج لهذا العدد من المساجد!”.
ويأتي منشور إسرائـ،ـيل في وقت يتزايد فيه الغضب الدولي إزاء هجومها وحصارها المستمر على قطاع غزة منذ 691 يومًا، والذي أسفر عن مقتل أو تشويه أو اختفاء أكثر من 230,000 فلسطيني، بالإضافة إلى مئات الآلاف الذين يعانون من المجاعة ويواجهون التطهير العرقي في إطار حملة “مركبات جدعون 2″، وسط مجاعة مصطنعة أدت بالفعل إلى مقتل مئات الأشخاص.
وتواجه إسرائـ،ـيل قضية إبادة جماعية مستمرة في محكمة العدل الدولية، بينما يُعد رئيس الوزراء الإسرائـ،ـيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت مطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والتجويع القسري.
وتدعم دول أوروبية مثل بلجيكا وإيرلندا وإسبانيا قضية الإبادة الجماعية التي تقودها جنوب إفريقيا ضد إسرائـ،ـيل في محكمة العدل الدولية. ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اعترفت دول أوروبية مثل بلجيكا وفرنسا ومالطا والبرتغال وسلوفينيا والمملكة المتحدة وإيرلندا والنرويج وإسبانيا رسميًا بدولة فلسطين أو أعلنت نيتها القيام بذلك.