مهرجان “الأنشودة الحسينية” يثير موجة غضب واسعة واستنكارًا شعبيًا

مهرجان “الأنشودة الحسينية” يثير موجة غضب واسعة واستنكارًا شعبيًا
أثار مهرجان “الأنشودة الحسينية” الذي أقامته وزارة الثقافة في بغداد، موجة واسعة من الغضب والامتعاض، بعد أن اعتبرته أوساط دينية وثقافية وشعبية إساءة مباشرة للشعائر الحسينية المقدسة، وتهوينًا لحرمة المناسبة التي ارتبطت بذكرى أربعينية استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
وشهدت ردود الفعل انتقادات حادة لما وُصف بأنه “استهزاء بالشعائر” عبر استخدام العزف الموسيقي والإيقاعات الغنائية داخل برنامج المهرجان، وهو ما عُدّ خروجًا عن الطابع الحزين الذي يميز إحياء القضية الحسينية منذ قرون.
واعتبرت فعاليات دينية وثقافية أن هذه الخطوة تمثل مخالفة للثوابت الشرعية وابتعادًا عن الجوهر الروحي للشعائر، محذّرة من أن إدخال الألحان الراقصة أو الأساليب الفنية الحديثة تحت مسمى “الحداثة” يفتح الباب أمام تشويه القصيدة الحسينية الأصيلة، وتحويلها إلى أداء فني بعيد عن روح المأساة التي تجسّدها واقعة كربلاء.
كما أكدت أوساط شعرية أن القصيدة الرثائية التي لطالما صدحت بها مواكب العزاء وأبكت الملايين لم تكن بحاجة إلى الآلات الموسيقية لتصل إلى قلوب الناس، مشيرة إلى أن الموروث الحسيني يجب أن يُصان من محاولات التحريف أو الاستغلال غير المدروس.
في المقابل، عبّر ناشطون عن استهجانهم لما وصفوه بـ”الخطوة الاستفزازية”، مشددين على أن المساس بقدسية الشعائر يشكل سابقة خطيرة قد تدفع إلى إخراجها من دائرة الإحياء الديني إلى أجواء الترفيه، وهو ما يُعد انتقاصًا من رسالتها التاريخية والإنسانية.
وطالبت الأصوات الغاضبة المؤسسة الثقافية بالتراجع عن مثل هذه الممارسات وتقديم اعتذار صريح، داعية إلى احترام الشعائر الحسينية وعدم اتخاذ أي خطوات تمس قدسيتها دون دراسة واستشارة أهل الاختصاص.