ليلة الفداء.. الإمام عليّ (عليه السلام) يضحي بنفسه لحماية رسول الله (صلى الله عليه وآله)

في مثل هذا اليوم، الأوّل من ربيع الأوّل، خلد التاريخ واحدة من أعظم مواقف التضحية والإيثار حين بات الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في فراش النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فداءً له، في ليلة المبيت التي حاولت فيها قريش اغتيال الرسول الكريم.
فبعد أن اجتمعت قريش على قتل النبي (صلى الله عليه وآله)، طلب رسول الله من وصيه وأخيه عليٍّ (عليه السلام) أن يبيت مكانه متغطياً ببرده الأخضر لإفشال مؤامرتهم. فابتسم الإمام علي (عليه السلام) وقال بثبات وإيمان: «أوتسلم يا رسول الله إن فعلتُ؟»، قال: «نعم»، فأجاب مطمئناً: «إذاً لا أبالي».
وفيما أحدق الأعداء بالدار محيطين بها بسيوفهم، كان الإمام عليٌّ (عليه السلام) ممدداً على الفراش، مقدماً نفسه قرباناً لحماية الرسول وحفظ الرسالة، حتى نزل فيه قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} (البقرة: 207).
تلك الليلة المباركة بقيت شاهداً خالداً على بطولة الإمام عليّ (عليه السلام) وفدائه النادر، وإحدى الركائز العظيمة التي حفظت الإسلام، ورسّخت في الوجدان الإنساني أسمى معاني التضحية في سبيل الله ورسوله.