بسبب مخاطر هبوط أرضي.. السويد تبدأ عملية نقل كنيسة كيرونا التاريخية على بعد 5 كيلومترات

بسبب مخاطر هبوط أرضي.. السويد تبدأ عملية نقل كنيسة كيرونا التاريخية على بعد 5 كيلومترات
في مشهد غير مألوف وصف بـ”الضخم والمعقد”، بدأت في أقصى شمال السويد عملية نقل كنيسة كيرونا التاريخية، البالغ عمرها 113 عاماً، لمسافة تقارب 5 كيلومترات، بعد أن أصبحت مهددة جراء تشققات أرضية ناجمة عن أكثر من قرن من عمليات تعدين خام الحديد.
الكنيسة، التي شُيدت عام 1912 والمصنفة سابقاً كأجمل مبنى في السويد قبل عام 1950، رُفعت على منصات دوارة عملاقة استعداداً لرحلة تستغرق يومين باتجاه مركز المدينة الجديد. ويبلغ ارتفاعها 35 متراً وعرضها 40 متراً ويزن هيكلها 672 طناً، ما يجعل عملية نقلها بالكامل دون تفكيك إنجازاً هندسياً استثنائياً.
وقال ستيفان هولمبلاد يوهانسون، المسؤول عن العملية، إن المشروع “تاريخي وضخم ومعقد للغاية، ولا يسمح بأي هامش للخطأ”، مؤكداً أن الاستعدادات استغرقت سنوات من التخطيط لتأمين الطريق بعرض 24 متراً، شمل إزالة أعمدة الإنارة وإشارات المرور وحتى جسر كامل.
وتشمل أبرز التحديات الحفاظ على مقتنيات الكنيسة الداخلية، مثل لوحة المذبح الشهيرة التي رسمها الأمير يوجين من العائلة المالكة السويدية، إضافة إلى الأورغن الضخم الذي يضم ألف أنبوب، حيث تقرر إبقاؤهما داخل المبنى خلال عملية النقل مع اتخاذ إجراءات خاصة لحمايتهما.
وتتحمل شركة التعدين الحكومية “LKAB” تكاليف مشروع نقل المدينة والتي تتجاوز 10 مليارات كرونة سويدية (نحو مليار دولار أميركي)، في إطار خطة أوسع لنقل مبانٍ تاريخية وبنى تحتية إلى مواقع أكثر أماناً.
ومن المتوقع أن يصطف آلاف السكان والزوار على طول الطريق لمتابعة الحدث، بينهم ملك السويد كارل غوستاف، فيما يبث التلفزيون السويدي العملية مباشرةً فيما يعرف بـ”التلفزيون البطيء”، لتوثيق لحظة فارقة لا تنقل مبنى فقط، بل تحفظ جزءاً من الذاكرة التاريخية للمدينة.