من تلعفر إلى كربلاء.. الشمال يلبِّي نداء العشق الحسيني في مسيرة الأربعين

من تلعفر إلى كربلاء.. الشمال يلبِّي نداء العشق الحسيني في مسيرة الأربعين
في أجواءٍ مشبعةٍ بالحزنِ والولاءِ، وفي الليلة الأولى من شهر صفر، تواصل جموع الزائرين من مدينة تلعفر شمالي العراق، نحو كربلاء المقدسة لإحياء أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، لتؤكد أن دروب العشق الحسيني لا تحدّها الجغرافيا، وأن نداء كربلاء يسمعه القلب أينما كان.
المسيرة التي سلكت الطريق الرمزي المعروف بـ”طريق يا زينب”، الذي يمرُّ بالموصل وكركوك، تستحضر في وجدان الزائرين خطى السبايا من آل البيت (عليهم السلام) في طريق الألم من كربلاء إلى الشام، حيث يعيد المشاركون اليوم رسم ملامح ذلك الطريق، لا كأسرى بل كأحرار يرفعون شعار الحسين، ويجددون العهد مع ثورته الخالدة.
وبحسب ما أفاده مراسل “وكالة أخبار الشيعة”، فإن مسيرة كركوك التحقت في الثالث من صفر بالمواكب المتجهة جنوباً، وسط تحديات كثيرة أبرزها وعورة الطريق وغياب الخدمات والمواكب الخدمية، إلا أن العشق الحسيني يمدّ السائرين بطاقة روحية لا تنضب، فتتواصل الخطى دون توقف، في رحلة قد تمتد لعشرة أيام أو أكثر، تختصر فيها القلوب المسافات وتذوب فيها الأرواح عشقاً.
قافلة كركوك، التي بدأت قبل خمسة أعوام بخطى ثلاثة رجال فقط، أصبحت اليوم موكباً يضم المئات، بل الآلاف، يسيرون بهدوء يحملون راية الحسين، ويهتفون بالعزاء، مؤكدين أن شمال العراق لا يقل ولاءً عن جنوبه، وأن الحسين (عليه السلام) يوحّد الأرواح والصفوف في حب لا ينكسر.
هذا المشهد الإيماني الكبير يجسّد التلاحم المجتمعي بين أبناء العراق، ويؤكد أن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لا تزال تزرع في النفوس القيم والمبادئ والإصرار على مواصلة درب الحرية والصبر والكرامة.