رغم التحريض والتطرف.. إقبال على الإسلام ودفاع شعبي عن مسجد جديد في قلب إنكلترا

رغم التحريض والتطرف.. إقبال على الإسلام ودفاع شعبي عن مسجد جديد في قلب إنكلترا
في مشهد يعكس عُمق تأثير الإسلام وقيمه الإنسانية في المجتمع البريطاني، تشهد مقاطعة كمبريا شمالي إنكلترا تحوّلاً لافتاً، تمثّل في تزايد أعداد المعتنقين الجدد للإسلام، وتضامنهم العلني مع مشروع مسجد جديد يُقام في بلدة دالتون إن فورنيس، رغم حملات التحريض اليميني المتطرف التي تستهدف الجالية المسلمة هناك.
المسجد، الذي يشرف عليه عدد من الأطباء المسلمين العاملين في مستشفى فورنيس العام، وُلد كمبادرة مجتمعية لخدمة السكان المحليين والزوار المسلمين في منطقة ليك ديستريكت السياحية، لكنه سرعان ما تعرّض لهجمة عنصرية واسعة، قادتها جماعات متطرفة عبر منصات التواصل ومواقع إلكترونية معادية.
ورغم حملات الكراهية والاعتقالات التي صاحبت التظاهرات المناهضة للمشروع، شهدت البلدة مفارقة مدهشة، حيث خرج عشرات البريطانيين ممن اعتنقوا الإسلام مؤخراً في تظاهرات سلمية، للدفاع عن المسجد الجديد، ورفض خطاب العنصرية والانقسام.
وقالت إيما، وهي شابة بريطانية من المعتنقين الجدد للإسلام، إنها جاءت لتقف إلى جانب أصدقائها المسلمين الذين باتوا يخشون الاعتداءات اللفظية والجسدية. وأضافت: “هذا المسجد ليس رمزاً للفرقة بل موئلاً للسلام والتقوى، ونحن هنا لنُظهر أن الإسلام دين محبة وانتماء حقيقي”.
من جانبه، عبّر الشاب أولي (19 عاماً)، عن فخره باعتناق الإسلام، قائلاً: “نحن مسلمون بريطانيون، نحمل رسالة رحمة ونخدم المجتمع بأكمله، لا نفرّق بين أحد، ولا نطلب شيئاً سوى الاحترام والعدل”.
وفي المقابل، واصلت الجماعات اليمينية المتطرفة نشر محتوى معادٍ، وتعمّدت تصوير العاملين في المسجد سرّاً واتهامهم زوراً عبر نظريات مؤامرة، وسط مطالبات حقوقية بمحاسبة المحرّضين على الكراهية.
ورغم التحديات، يبقى صوت العقل والتسامح أقوى. فالإسلام، كما يردّده المدافعون عن المسجد، ليس دين غربة، بل دعوة عالمية للخير والعدالة، بدأت تجد لها مكاناً راسخاً حتى في أكثر البيئات التي تواجهها بالتشكيك والخوف.