تقرير أممي صادم: مأساة الروهينغا تتجدد والنزوح الجماعي يواجه بصمت دولي قاتل

تقرير أممي صادم: مأساة الروهينغا تتجدد والنزوح الجماعي يواجه بصمت دولي قاتل
حذّرت الأمم المتحدة من تفاقم المأساة الإنسانية لمسلمي الروهينغا في ميانمار، مع تسجيل موجة نزوح جديدة وصفت بأنها من الأكبر منذ إبادة عام 2017، حيث فرّ نحو 150 ألف شخص من ولاية راخين إلى بنغلاديش، هرباً من العنف العرقي والديني المتصاعد الذي يستهدفهم بشكل ممنهج.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن معظم الفارين هم من النساء والأطفال الذين لجأوا إلى المخيمات المكتظة في منطقة كوكس بازار، والتي تؤوي مسبقًا أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا، يعيشون في ظروف بالغة السوء، وسط نقص حاد في المياه والغذاء والرعاية الطبية.
وأكد التقرير أن ما يجري في راخين لا يقتصر على عمليات عسكرية، بل هو امتداد لسياسات اضطهاد منظم تتبناها سلطات ميانمار، تستهدف إفراغ المنطقة من سكانها المسلمين، وفرض واقع ديموغرافي جديد بالقوة. وقد وصف التقرير هذه الهجرة الجماعية بأنها “نزيف للكرامة الإنسانية في ظل تواطؤ دولي وإقليمي مخزٍ”.
وتزامن النزوح مع تصعيد دموي في الاشتباكات المسلحة في ولاية راخين، حيث أحرقت قرى بالكامل، وتعرض المدنيون لهجمات مباشرة من جماعات مسلحة مدعومة من الجيش، ما دفع العائلات إلى ترك ممتلكاتها والسير لمسافات طويلة في ظروف قاسية بحثًا عن الأمان.
وفي الوقت الذي أطلقت فيه الأمم المتحدة نداءً إنسانيًا لجمع 255 مليون دولار لتوفير مساعدات عاجلة، لم يتم جمع سوى 35% من المبلغ، ما ينذر بانهيار وشيك لمنظومة الإغاثة، ويعرّض آلاف العائلات لخطر المجاعة والتشرّد والأوبئة.
وعلّق التقرير الأممي بمرارة على المشهد قائلاً: “الروهينغا يُقتلعون مجددًا من جذورهم، لكن هذه المرة بصمتٍ أشدّ قسوة، في ظل غياب أي ردّ فعل دولي فعّال، وكأنّ الذاكرة الإنسانية نسيت أن إبادة 2017 لم تكن نهاية الفاجعة، بل بدايتها”.