تصاعد حالات الموت في غزة بسبب الجوع ونفاد مقومات الحياة الأساسية وسط حصار خانق

تصاعد حالات الموت في غزة بسبب الجوع ونفاد مقومات الحياة الأساسية وسط حصار خانق
تتفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة يوماً بعد آخر، في ظل استمرار الحصار الصارم الذي يفرضه الجيش الإسرائـ،ـيلي منذ أشهر، ومنع دخول أي مساعدات إنسانية أو إغاثية، ما أدى إلى انهيار شبه تام في البنية الصحية والخدمية، وتزايد حالات الوفاة نتيجة الجوع ونفاد مقومات الحياة الأساسية.
وزارة الصحة في غزة أعلنت خلال الأيام الماضية تسجيل عشرات الوفيات بسبب المجاعة، التي تفشت نتيجة الحصار الكامل وانعدام الإمدادات الغذائية. وتتهم مؤسسات حقوقية الجيش الإسرائـ،ـيلي باستخدام الجوع كسلاح ضغط جماعي ضد السكان، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
في هذا السياق، قال كارل سكاو، مدير العمليات في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن “الاحتياجات في قطاع غزة أصبحت أكبر من أي وقت مضى، في حين أن الاستجابة الإنسانية باتت مقيدة بشكل غير مسبوق”. وأوضح في سلسلة تدوينات على منصة “أكس” بعد عودته من زيارته الرابعة لغزة أن “الوضع اليوم أسوأ مما كان عليه سابقاً”، مؤكداً أن العاملين في البرنامج يواجهون مخاطر يومية، ويعانون نفس ظروف الجوع والقصف التي يعيشها سكان غزة.
وأشار سكاو إلى أن البرنامج لديه الإمكانيات والموارد لتوصيل المساعدات، لكنه بحاجة إلى ضمانات أمنية وفتح المعابر. وأضاف: “خلال وقف إطلاق النار السابق، أدخلنا 8000 شاحنة في 42 يومًا، ويمكننا تكرار ذلك إذا تم التوصل إلى اتفاق جديد”.
في المقابل، حذر الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، من توقف المجمع عن العمل خلال ساعات بسبب النقص الحاد في الوقود. وقال إن ذلك سيؤدي إلى تعطل أقسام حيوية مثل العناية المركزة وغسيل الكلى وحضانات الأطفال الخدج، ما يعرض حياة مئات المرضى للخطر الفوري.
المشهد في غزة اليوم ليس فقط مشهداً للدمار، بل عنوان لموتٍ بطيء يجتاح السكان بفعل الجوع والمرض. ويحذر مراقبون من أن التخاذل الدولي في مواجهة هذه الجريمة المستمرة قد يؤدي إلى إبادة صامتة لا تُقاوَم بالقنابل، بل بالحصار والتجويع، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية صارخة تستوجب تحركًا عاجلاً قبل فوات الأوان.