أوروبا

الإسلام مجددًا في مرمى الإعلام البريطاني المتطرّف: مقال تحريضي في “التلغراف” يثير موجة استنكار

الإسلام مجددًا في مرمى الإعلام البريطاني المتطرّف: مقال تحريضي في “التلغراف” يثير موجة استنكار

أثارت صحيفة التلغراف البريطانية جدلًا واسعًا بعد نشرها مقالًا تحريضيًا للكاتبة أليسون بيرسون، حمّلت فيه المسلمين كافة مسؤولية الهجمات الإرهابية التي وقعت في ذكرى تفجيرات السابع من تموز، متهمةً الدولة بـ”الاسترضاء الجبان” للمجتمع المسلم، وواصفةً ذلك بأنه “إهانة لضحايا الإرهـ،ـاب”.
المقال، الذي وُصف بأنه مشبع بخطاب الكراهية والتعميمات العنصرية، اتهم المسلمين ضمنيًا بالهيمنة على مؤسسات الدولة والشرطة وملف الهجرة، متجاهلًا الفروق الواضحة بين المتطرفين وجموع المواطنين المسلمين الذين يشكّلون جزءًا أصيلًا من النسيج البريطاني.
وفي تصعيد لافت للهجوم، تحدثت بيرسون عن ما سمّته “احتمال الحرب الأهلية”، مستعيدةً أدبيات اليمين المتطرف، ومكرّسةً صورة نمطية مشوّهة عن المسلمين بوصفهم “غرباء يعيشون في غيتوهات”، يتحدثون “لغات غير مفهومة”، ويشكلون تهديدًا للهوية الوطنية، بحسب وصفها.
ولم يتوقف المقال عند حدود الرأي، بل اعتبره مراقبون دعوة صريحة للتمييز والشيطنة، خاصة مع تعبير الكاتبة عن “حنين” إلى خطاب التشدد ضد المسلمين، واعتبارهم “المشكلة الحقيقية”، في تجاهل تام للفكر المتطرف العابر للأديان والثقافات.
وقد أعربت جهات حقوقية بريطانية عن صدمتها من المحتوى المنشور، ووصفت المقال بأنه نموذج صارخ لتصاعد الإسلاموفوبيا في الإعلام البريطاني، وانحدار الخطاب الصحفي نحو التحريض المباشر، بدلاً من الالتزام بمسؤولية الكلمة والمهنية الإعلامية.
يأتي هذا التصعيد الإعلامي في وقت تتنامى فيه المخاوف من تغلغل خطاب الكراهية في المشهد الإعلامي البريطاني، وسط دعوات متزايدة لمحاسبة المنابر التي تسهم في تأجيج التوترات الطائفية وتهديد أسس التعايش والسلم الأهلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى