هدم مقابر المسلمين في كاشيبور.. صدمة تمسّ حرمة الموتى وكرامة الأحياء

هدم مقابر المسلمين في كاشيبور.. صدمة تمسّ حرمة الموتى وكرامة الأحياء
في مشهد يهزّ الضمير الإنساني ويعمّق جراح الأقلية المسلمة في الهند، أقدمت السلطات المحلية في مدينة كاشيبور شمالي البلاد، على هدم خمس مقابر إسلامية تعود لعائلات مسلمة عريقة، في خطوة أثارت موجة استنكار واسعة وُصفت بأنها “ليست مجرد إزالة أحجار، بل سحق لحرمة الموتى وطمس لذاكرة أمة بأكملها”.
وبحسب شهود عيان، فقد دكّت الجرافات المقابر فجرًا، وسط طوق أمني خانق ودون سابق إنذار، ما حال دون تمكّن ذوي الموتى من وداع أحبّتهم أو الدفاع عن حقهم في أرض دفن أسلافهم. وتحولت الجرافات، التي باتت ترمز إلى القمع السياسي في الهند، إلى أدوات تدمير صامتة تستهدف المسلمين بلا رحمة.
في المقابل، أشار مراقبون إلى أن المعابد الهندوسية، رغم انتشارها العشوائي حتى في المحميات الطبيعية، لم تُمسّ، ولم يصدر أمر بإزالتها، ما يكشف عن ازدواجية واضحة في المعايير. وأضافوا أن ما يجري هو سياسة ممنهجة تتعمد إذلال الأقلية المسلمة، من الأحياء إلى الموتى.
وأثارت صور ومقاطع الهدم المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الغضب والحزن، حيث عبّر المسلمون، ومعهم نشطاء حقوقيون ومحامون من مختلف الطوائف، عن صدمتهم إزاء التمييز الصارخ، ورفضهم لتحويل حرمة القبور إلى أداة قمع ورسالة سياسية مفادها أن المسلمين “لا ينتمون”.
فيما أطلق عدد من المحامين والناشطين حملة قانونية لمساءلة السلطات، مؤكدين أن هدم المقابر لا ينتهك فقط قوانين حماية الأملاك الدينية، بل يمسّ أبسط مبادئ الإنسانية والعدالة.