أمريكا

فوز زهران ممداني في انتخابات نيويورك يواجه موجة كراهية من اليمين المتطرف

فوز زهران ممداني في انتخابات نيويورك يواجه موجة كراهية من اليمين المتطرف

في تصعيد خطير يعكس تنامي الخطاب المعادي للإسلام في المشهد السياسي الأميركي، قوبل فوز المرشح المسلم زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، بحملة شرسة من الهجمات العلنية التي تجاوزت حدود المنافسة السياسية إلى مستويات صادمة من الكراهية الدينية والعنصرية.
ممداني، الذي فجّر مفاجأة انتخابية بهزيمته لحاكم نيويورك السابق أندرو كومو، بات قريبًا من أن يكون أول عمدة مسلم لأكبر مدينة في الولايات المتحدة، في خطوة تاريخية رحّب بها أنصار التعددية والمساواة، لكنها قوبلت في المقابل بحملة تضليل وتحريض من قبل أوساط اليمين المتطرف.
وفي مشهد يعكس حجم التحديات التي تواجه المسلمين في الفضاء العام الأميركي، لجأ بعض خصوم ممداني إلى استحضار أحداث 11 أيلول وربطها بفوزه الانتخابي، في محاولة لتأليب الرأي العام ضده، رغم كونه مواطنًا أميركيًا نشأ في نيويورك، ويحمل رؤية سياسية تعبّر عن قضايا العدالة الاجتماعية والإصلاح المدني.
ووصلت الهجمات إلى مستويات غير مسبوقة، حيث وُجهت لممداني اتهامات تعسفية بخلفيات دينية، فيما نشرت إحدى النائبات صورة تمثال الحرية بوجه امرأة محجبة، في دلالة رمزية تُعبّر عن رفضها الصريح لوجود المسلمين في مواقع القرار.
وفي الوقت الذي يُفترض أن تمثل فيه الانتخابات نموذجًا للمنافسة الديمقراطية النزيهة، تحوّلت حملة ممداني إلى ساحة لتصعيد عنصري يتناقض مع القيم التي تدّعيها المؤسسات السياسية الأميركية.
ويؤكد مراقبون أن ما يتعرض له ممداني ليس استهدافًا شخصيًا فحسب، بل هو هجوم ممنهج على تمثيل المسلمين في الحياة العامة، ومحاولة بائسة لعرقلة صعود وجوه سياسية تعبّر عن تنوّع المجتمع الأميركي وتطلعاته.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد القلق من تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في المؤسسات السياسية والإعلامية، وسط دعوات متزايدة لحماية حق الجميع في الترشح والمشاركة السياسية دون تمييز أو تحريض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى