أفغانستان

بأدوات غربية وأوامر هندية.. استهداف الذرية المسلمة داخل غرف العمليات

بأدوات غربية وأوامر هندية.. استهداف الذرية المسلمة داخل غرف العمليات

في عمق الهند، تقف قرية مسلمة شاهدة على أحد أفظع فصول الإذلال الجماعي الذي مرّ على المسلمين في العصر الحديث، فخلال فترة “الطوارئ” التي أعلنتها الحكومة الهندية منتصف السبعينات، تعرّض المئات من شباب هذه القرية لحملات تعقيم قسري ممنهج، جرى تنفيذها تحت ضغوط تمويل غربي وتحت شعارات “التحكم السكاني”، بينما الحقيقة كانت أبعد ما تكون عن التنمية وأقرب ما تكون إلى العقاب الجماعي الموجه.
وكان الضحايا هم مسلمين فقراء، جرى اقتيادهم تحت التهديد والإغراء، ولم يكن الخيار مطروحًا، بل كانت الأوامر واضحة: بأن الجسد المسلم هدف مباشر. حيث تمت الإجراءات في ظروف تفتقر لأدنى معايير السلامة والإنسانية، وترك كثير من الضحايا بعاهات جسدية ونفسية ما زالت آثارها تُلاحقهم حتى اليوم.
هذا وما تزال القرية المسلمة، التي طُمست صرخاتها لعقود، تحتفظ بشهادات مؤلمة لآباء خُدعوا، وأبناء حُرموا من حقوقهم الإنجابية قسرًا. وكل ذلك جرى بتواطؤ إعلامي وصمت دولي، رغم أن برامج التعقيم هذه كانت تتم بتمويل ودعم صريح من مؤسسات غربية تحت ذرائع “التنمية البشرية”.
وتحت ذريعة حالة الطوارئ، لم يكن هناك قانون يحمي المسلم الفقير، بل تحول جسده إلى حقل تجارب وميدان لتطبيق سياسات عنصرية مغلفة بأقنعة تنموية، مما يطرح أسئلة كبرى أولها هو ماذا لو كانت السياسات السكانية مجرد ستار لتمييز ديني؟ وأين كانت الضمائر الحية حين تحولت أدوات التنمية إلى أدوات إخصاء؟ ومن سيُعيد لهؤلاء المظلومين حقهم، أو حتى يعترف بجرحهم؟ مما يؤكد أن ما جرى في تلك القرية المسلمة ليس حادثًا عابرًا، بل جريمة ضد الإنسانية لم يُحاسب مرتكبوها بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى