الهند: إزالة مكبرات صوت الأذان من عشرات المساجد في ولاية ماهاراشترا تثير غضب المسلمين

الهند: إزالة مكبرات صوت الأذان من عشرات المساجد في ولاية ماهاراشترا تثير غضب المسلمين
في خطوة وُصفت بأنها استفزازية وتمسّ صميم حرية العبادة، شهدت ولاية ماهاراشترا الهندية حملة أمنية مفاجئة استهدفت عشرات المساجد، حيث أقدمت قوات الشرطة على إزالة مكبرات الصوت من فوق المآذن، رغم التزامها الكامل بالمعايير القانونية التي حددتها الجهات القضائية المختصة.
الحملة أثارت موجة غضب واستياء واسعين في أوساط الجالية المسلمة، التي اعتبرت ما حدث محاولة صريحة لإسكات صوت الأذان، والتضييق على ممارسة الشعائر الدينية في بلد يُفترض أنه يقوم على التعددية واحترام الحريات الدينية.
وفي إطار رد الفعل الشعبي والسياسي، عقد قادة مسلمون من مختلف التيارات والأحزاب اجتماعًا طارئًا مع نائب رئيس الوزراء أجيت باوار، عبّروا فيه عن استنكارهم الشديد لهذه الإجراءات، محذرين من تداعياتها على السلم المجتمعي ووحدة البلاد.
وتشير المعطيات إلى أن هذه الحملة تأتي بدفع من جهات مرتبطة بحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، الذي يتبنّى خطابًا هندوسيًا قوميًا، ما دفع كثيرين إلى وصف ما يجري بأنه جزء من حملة ممنهجة تستهدف الوجود الإسلامي في الهند، خاصة في رموزه الدينية والثقافية.
ويؤكد ممثلو المجتمع المسلم في الولاية أن غالبية المساجد المستهدفة لم تخالف قواعد الضوضاء، وأن الشرطة لم تعتمد في قراراتها على تقارير فنية أو إنذارات مسبقة، بل لجأت إلى تنفيذ إجراءات مباشرة تُعدّ، برأيهم، انتهاكًا واضحًا لقرارات المحاكم.
يُذكر أن الأذان يُعدّ من الشعائر الأساسية في الدين الإسلامي، وإسكاته تحت أي ذريعة يمثّل مساسًا بالحق الدستوري في ممارسة العبادة، ما يطرح تساؤلات ملحّة حول مستقبل التعددية الدينية في الهند، في ظل تصاعد السياسات ذات الطابع الإقصائي تجاه الأقليات، وعلى رأسها الأقلية المسلمة.