أوروبا

تقرير حقوقي: ألمانيا تواجه انفجاراً في جرائم الكراهية ضد المسلمين وتحوُّلها إلى بؤرة للإسلاموفوبيا

تقرير حقوقي: ألمانيا تواجه انفجاراً في جرائم الكراهية ضد المسلمين وتحوُّلها إلى بؤرة للإسلاموفوبيا

كشف تقرير حقوقي ألماني حديث عن تصاعد مقلق وغير مسبوق في وتيرة الاعتداءات ضد المسلمين، محذرًا من أن ألمانيا تتحول تدريجيًا إلى ساحة مفتوحة للإسلاموفوبيا، في ظل تصاعد الخطابات المعادية للإسلام وتراجع الحماية القانونية للأقليات الدينية.
وبحسب التقرير الذي نشرته منظمة “كلايم” الألمانية، فقد تم تسجيل أكثر من 3000 هجوم استهدف مسلمين خلال عام واحد، بزيادة تجاوزت 60 بالمئة عن العام السابق، وهو ما وصفه معدو التقرير بـ”التحول الصادم الذي يهز الضمير الإنساني”. وتضمنت الانتهاكات جرائم قتل ومحاولات اغتيال واعتداءات جسدية وتخريب متعمد لممتلكات ومساجد، إلى جانب تحريض يومي ممنهج عبر المنصات الإعلامية والسياسية.
الأخطر، وفقًا للتقرير، أن حوالي نصف المواطنين الألمان باتوا يتفقون مع تصريحات علنية معادية للمسلمين، ما يعكس انتشارًا عميقًا لخطاب الكراهية في مجتمع لطالما تغنّى بالتعددية والديمقراطية. وأشار التقرير إلى أن المسلمين في ألمانيا، البالغ عددهم أكثر من خمسة ملايين نسمة، أصبحوا في نظر قطاعات واسعة “عنصرًا دخيلًا”، رغم مساهماتهم في بناء الدولة الحديثة لعقود.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد لا يمكن اختزاله في إطار جرائم فردية، بل يعكس تحوّلًا ممنهجًا في السياسات الإعلامية والخطابات السياسية، لا سيما مع صعود التيارات اليمينية المتطرفة، التي باتت توظف مشاعر الخوف من الإسلام في حملاتها الانتخابية وتحريضها على تقييد الحريات الدينية.
ووصفت المنظمة ما يحدث في ألمانيا بأنه “انزلاق خطير نحو التمييز المؤسساتي ضد الإسلام”، محذرة من أن التغاضي عن هذه الانتهاكات يهدد بتقويض قيم الديمقراطية، وتحويل الأقليات الدينية إلى أهداف مشروعة داخل مجتمع يزداد انغلاقًا وعدائية.
وفي ظل هذا المناخ المتأزم، تتصاعد الدعوات داخل وخارج ألمانيا لمساءلة السلطات، وتعزيز التشريعات التي تضمن حماية المسلمين وغيرهم من ضحايا الكراهية، وتجريم التحريض الطائفي، لضمان أن يبقى الإيمان والمعتقد حقًا شخصيًا لا ذريعة للاضطهاد أو القتل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى