ایران

“بيت الفن الحسيني” في طهران: مرسم ينطق بعاشوراء بريشة معاصرة

“بيت الفن الحسيني” في طهران: مرسم ينطق بعاشوراء بريشة معاصرة

في قلب العاصمة الإيرانية طهران، ينهض “بيت الفن الحسيني” كمركز فني فريد يدمج بين روح العزاء الحسيني وجماليات الفن التشكيلي، ليمنح القضية الحسينية بُعدًا بصريًا معاصرًا يستحضر واقعة كربلاء بلغة اللون والضوء والرمز.
هذا المكان الذي يجمع بين وظيفة المرسم ومناخ الحسينية، يُعد مساحة إبداعية مفتوحة تحتضن أعمالًا فنية تتمحور حول التراث الحسيني، من لوحات زيتية نابضة بالمشاعر، إلى تصاميم جرافيكية تجسّد رمزية الطف، وصولًا إلى تركيبات بصرية حديثة تعبّر عن قيم الفداء والعدالة والحرية.
ويحمل البيت رسالة ثقافية تسعى إلى نقل مفردات عاشوراء إلى الأجيال الجديدة بلغة الفن، بعيدًا عن النمط التقليدي، مع الحفاظ على الجوهر الروحي للمأساة الحسينية. إذ يعمل الفنانون فيه – بروح تطوعية – على إنتاج أعمال تعبّر عن الحزن والشوق والتمرد على الظلم، مستلهمين من واقعة الطف عناصرهم التشكيلية.
ويضم البيت مقتنيات نادرة تتنوع بين المخطوطات، والجداريات، والقطع الفنية التي توثّق محطات من سيرة الإمام الحسين عليه السلام، كما يُعد مركزًا تعليميًا وثقافيًا يُقيم ورشًا ودورات فنية تهدف إلى تدريب الجيل الجديد على التعبير عن الولاء من خلال الفن، وجعل الحسين عليه السلام موضوعًا دائمًا للتأمل والإبداع.
ما يميز بيت الفن الحسيني هو انغماسه العميق في الوجدان الشعبي، إذ لا يقدّم الفن بوصفه رفاهية، بل باعتباره وسيلة لفهم الحسين والتعبير عنه، حيث يصبح اللون بديلاً عن الدمعة، والخط بديلاً عن النداء، والفن وسيلة لمخاطبة الضمير الإنساني بعيدًا عن الحواجز اللغوية والحدود الجغرافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى