العراق

خان مرجان الأثري يعود إلى الحياة في قلب بغداد بعد عقود من الإهمال

خان مرجان الأثري يعود إلى الحياة في قلب بغداد بعد عقود من الإهمال

عاد خان مرجان، أحد أبرز معالم العمارة الإسلامية في بغداد، إلى الحياة مجددًا بعد إعادة تأهيله وافتتاحه رسميًا في 18 أيار/مايو 2025، في احتفالية رعتها الحكومة العراقية، بمشاركة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وبدعم مباشر من وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، في خطوة تهدف إلى إنقاذ هذا الصرح التراثي من عقود من الإهمال.
وشهد حفل الافتتاح انطلاق فعاليات المعرض الوثائقي “خان مرجان: أيقونة ثقافية في بغداد”، الذي وثّق مراحل إعادة التأهيل وسلّط الضوء على أهمية الخان بوصفه رمزًا من رموز الذاكرة الثقافية للعاصمة.
ويُعد خان مرجان تحفة من القرن الرابع عشر الميلادي، شيّده الوالي أمين الدين مرجان عام 1358 م ليكون محطة للتجار والرحّالة بعد العصر العباسي. ويقع في قلب شارع الرشيد، بطول 31.5 مترًا وعرض 45 مترًا، ويتكون من طابقين يضمان 45 غرفة، صُمّمت لتجمع بين الوظيفة العملية والذوق الفني في آنٍ واحد.
وجاء مشروع التأهيل ضمن رؤية وطنية شاملة لإحياء الإرث الثقافي، بشراكة مع منظمات دولية وبدعم من لجنة الأمر الديواني، وأمانة بغداد، ورابطة المصارف العراقية، وجهات أخرى. وشملت أعمال التأهيل ترميم الأبواب والنوافذ بأسلوب يحاكي الطراز الأصلي، تطوير البنية التحتية لحمايته من الرطوبة، إزالة التجاوزات وتنظيف الواجهات، وإجراء دراسات معمارية دقيقة للحفاظ على هويته التاريخية.
ويجري العمل على تحويل الخان إلى مركز ثقافي تفاعلي يعكس التراث البغدادي، ضمن رؤية جديدة تتبناها الهيئة العامة للآثار والتراث بالتعاون مع منظمة “ليوان”. ويضم المشروع مقهى تراثيًا يقدم الأطعمة العراقية التقليدية، معارض للحرف اليدوية، ورشًا لتعليم الصناعات التقليدية، وعروضًا موسيقية وفولكلورية لإحياء فنون مثل الجالغي البغدادي.
ويُبنى المشروع على نموذج مالي مستدام يضمن صيانة الخان ومنع عودته إلى الإهمال، ما يعزز مكانته كأحد أبرز معالم بغداد التاريخية، وجسرًا يربط بين ماضيها المجيد وحاضرها المتجدد، في تأكيد على إصرار العراقيين على حماية تراثهم واستثماره في خدمة هويتهم الثقافية والوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى