تهديدات مجهولة تجبر موظفات الأمم المتحدة في كابول على العمل عن بُعد

تهديدات مجهولة تجبر موظفات الأمم المتحدة في كابول على العمل عن بُعد
اضطرت عددٌ من موظفات بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) في العاصمة كابول إلى مغادرة مقارّ عملهن والانتقال إلى العمل عن بُعد، إثر تهديدات أمنية وجّهها مجهولون ضدّهن على خلفية تعاونهن مع الأمم المتحدة.
وقالت البعثة الأممية، في بيان رسمي، إنّ “الإجراءات الوقائية اتُخذت حفاظًا على سلامة الموظفات”، مشيرةً إلى أنها أوصت جميع موظفاتها في كابول بالعمل من منازلهن حتى إشعار آخر، بينما تستمر التقييمات الأمنية والتنسيق مع الجهات المعنية.
وفي شهادات نقلتها وسائل إعلام، تحدّثت بعض الموظفات، دون الكشف عن هوياتهن، عن رسائل مسيئة وهجمات لفظية تلقّينها مؤخرًا، وأشارت إحداهن إلى أنّها تعرّضت لمضايقات في الشارع من قبل مجهولين أوقفوها وأبلغوها بأنها “يجب أن تبقى في المنزل وتشعر بالخجل من عملها مع منظمة أجنبية”.
ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من القيود التي فرضتها حركة طالبان على النساء منذ عودتها إلى السلطة، أبرزها منع النساء من العمل مع الأمم المتحدة منذ عام 2022، وهو القرار الذي اعتبرته “يوناما” تمييزًا قائمًا على الجنس ويقوّض العمل الإنساني في البلاد.
من جانبها، وصفت سلطات طالبان التهديدات الأخيرة بأنها “جريمة”، وأعلنت عبر متحدثيها أنها ستتخذ إجراءات قانونية لملاحقة المتورطين، دون تقديم تفاصيل عن الجهة التي قد تقف وراء تلك التهديدات أو الإجراءات المزمع اتخاذها.
وتتزايد المخاوف من أن البيئة الأمنية للنساء العاملات، خصوصًا في المنظمات الدولية، باتت أكثر هشاشة، في ظل غياب ضمانات فعلية لحمايتهن، مما قد يؤثر على قدرة هذه المنظمات على تنفيذ مهامها الإنسانية في أفغانستان.