في وجه الفتنة: مسلمون وهندوس يعيدون بناء ضريح مُدنَّس في جاموي الهندية

في وجه الفتنة: مسلمون وهندوس يعيدون بناء ضريح مُدنَّس في جاموي الهندية
في مشهد مؤلم هزّ الضمير الإنساني وأعاد تسليط الضوء على تصاعد موجات التطرف، تعرض ضريح إسلامي عمره 150 عامًا في قرية كيشوبور بمنطقة جاموي بولاية بيهار الهندية لاعتداء صارخ من قبل عناصر متطرفة، في حادثة وصفت بأنها استهداف سافر للرموز الدينية التي تمثل الوئام الروحي والتعايش المشترك بين أبناء القرية.
الضريح، الذي اعتاد المسلمون والهندوس زيارته على حدٍّ سواء للتبرك والدعاء، لم يكن مجرد معلم ديني، بل رمزًا حيًّا لوحدة المجتمع المحلي، ما جعل تدنيسه محاولة مكشوفة لإشعال نار الفتنة في منطقة لطالما عُرفت بتعايش مكوناتها.
لكن الرد لم يكن بالصراخ أو العنف، بل جاء أبلغ من ذلك: بوحدة الصف ووعي الأهالي. فقد رفض المسلمون الانجرار إلى الاستفزاز، وطالبوا بالعدالة دون المساس بالأمن والسلم الأهلي، فيما بادر أبناء القرى من الهندوس إلى الوقوف إلى جانب جيرانهم المسلمين، معلنين رفضهم للكراهية والتقسيم، ومؤكدين أن “أرضهم لا تتسع إلا للمحبة والسلام”.
الشرطة تحركت لفتح تحقيق في الحادث، وأعلنت توقيف عدد من المشتبه بهم، فيما أُعلن في القرية عن تشكيل مجلس موحد يضم شيوخ القرى ورجال الدين والشباب من مختلف الطوائف، قرروا بالإجماع إعادة بناء الضريح بأيديهم، دون تمييز، وبتمويل من الجميع.
وقد بدأت بالفعل أعمال الترميم، في مشهد مؤثر جسّد التحدي الحقيقي للتطرف، وأكد أن الاعتداء على المقدسات لن ينجح في تمزيق نسيج المجتمع، بل قد يوقظ فيه أعظم ما فيه من وعي وتضامن.