تصاعد التحريض ضد المسلمين في أميركا عقب هجوم كولورادو يكشف عمق العنصرية

تصاعد التحريض ضد المسلمين في أميركا عقب هجوم كولورادو يكشف عمق العنصرية
بينما كانت ولاية كولورادو تلملم جراحها إثر الهجوم الدموي في مدينة بولدر، تحوّل الحادث الإرهابي إلى منصة جديدة لتفريغ مشاعر الكراهية تجاه المسلمين والعرب، بعد أن سارع عدد من المعلقين والسياسيين اليمينيين في الولايات المتحدة إلى استغلال المأساة لتأجيج الخطاب العنصري والمطالبة بإجراءات عقابية جماعية.
فما إن أُعلن عن هوية المشتبه به، حتى انطلقت موجة من التصريحات التحريضية من رموز يمينية، في مقدّمتهم الناشط المعروف “تشارلي كيرك” الذي كتب: “الإسلام لا يتوافق مع الحضارة الغربية”، في تكرار لخطاب يتجاهل تاريخ الإسلام الطويل في إثراء الحضارة الإنسانية، من الطب والفلسفة إلى القانون والفن.
ووصلت حدة التصعيد إلى مستويات خطيرة، حيث اقترح بعض السياسيين، مثل المرشحة فالنتينا غوميز والنائب راندي فاين، ترحيل جميع المسلمين غير الأميركيين من البلاد، في دعوات تعيد إلى الأذهان أسوأ فصول التمييز العنصري والديني في التاريخ الأميركي الحديث.
المفارقة اللافتة أن هذه المواقف جاءت رغم المسارعة الواضحة من قيادات مسلمة، مثل النائبتين إلهان عمر ورشيدة طليب، لإدانة الهجوم والتضامن مع الضحايا، وهو ما لم يشفع لهما أو لعموم المسلمين من وابل الاتهامات والتشكيك بولائهم.
منظمات حقوقية ودينية سارعت للرد، أبرزها حملة “كتف إلى كتف” التي أكدت في بيان لها أن تحميل المسلمين كجماعة وزر أفعال فردية هو تمهيد خطير لمزيد من العنف المجتمعي. وقالت المديرة التنفيذية للحملة، نينا فرناندو: “الأسَر المسلمة تعيش اليوم في خوف مزدوج: من العنف ومن ردّات الفعل التي تغذّيها الكراهية. والمسؤولية تقع على الجميع في كبح جماح هذا الخطاب قبل أن يتحوّل إلى سياسات”.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد ليس معزولًا عن السياق العام في الولايات المتحدة، حيث يشهد الخطاب اليميني المتطرف صعودًا مقلقًا، مدفوعًا بأجندات انتخابية تستثمر في التخويف من الآخر، في ظل تراجع واضح لخطابات التعددية والتسامح.