أفغانستان

شيعة أفغانستان بين الإقصاء والفقر: زيارة أممية إلى باميان تسلط الضوء على معاناة متفاقمة

شيعة أفغانستان بين الإقصاء والفقر: زيارة أممية إلى باميان تسلط الضوء على معاناة متفاقمة

أوفدت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) وفدًا رفيعًا إلى ولاية باميان وسط البلاد، في زيارة هي الأولى من نوعها بهذا المستوى منذ سيطرة طالـ،ـبان على الحكم عام 2021، في محاولة للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والسياسية في واحدة من أكثر المناطق تهميشًا، والتي يقطنها غالبية من الشيعة الهزارة.
الزيارة التي قادتها المساعدة السياسية للبعثة جورجيت غانيون، شملت لقاءات مع مسؤولي حركة طالـ،ـبان المحليين، إضافة إلى لقاءات مع وجهاء وأهالي الولاية، خصوصًا النساء، بهدف فهم التحديات التي تواجههم بعد أربع سنوات من الحكم الجديد.
وخلال جولتها، زارت غانيون مركزًا تعليميًا ومرفقًا لعلاج النساء والأطفال المدمنين، كما التقت بطاقم إذاعة باميان، الوسيلة الإعلامية النشطة الوحيدة في الولاية، واستمعت إلى الصحفيات العاملات فيها حول جهودهن في دعم التعليم والصحة للفتيات، وسط مطالبات واضحة بدعم الإعلام المحلي.
وأشارت يوناما، في تقرير أعقب الزيارة، إلى أن سكان باميان أعربوا عن قلقهم من تدهور أوضاعهم المعيشية وغياب المساعدات الدولية، كما كشفوا عن معاناتهم من ضغوط سياسية واجتماعية واقتصادية متزايدة، وسط فقر متصاعد ونقص في الخدمات الأساسية.
ويُعد هذا التقرير من أوائل الإشارات الأممية العلنية إلى التحديات التي يواجهها الشيعة الهزارة في ظل حكم طالـ،ـبان، خاصة في ما يتعلق بحرمانهم من المساعدات الإنسانية، وتعرضهم لتمييز ممنهج سواء من الجماعة الحاكمة أو من قبل الجماعات الإرهـ،ـابية.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام دولية، فإن المساعدات الإنسانية لم تصل منذ مطلع العام الجاري إلى العديد من المناطق الشيعية، في وقت تشهد فيه هذه المناطق تدهورًا حادًا في المؤشرات الاقتصادية، مع تفشي البطالة والجفاف وتفاقم معدلات الجوع.
وتشير تقارير حقوقية متواترة إلى أن حركة طالـ،ـبان عمدت منذ عودتها إلى السلطة إلى توجيه المساعدات الدولية نحو المناطق ذات الغالبية البشتونية، في مقابل تهميش متعمد للمناطق الشيعية، ما فاقم المعاناة الإنسانية في هذه المناطق.
ويأمل سكان باميان أن تسهم زيارة مسؤولة يوناما في لفت انتباه المجتمع الدولي إلى أوضاعهم، والضغط على الجهات الأممية والمنظمات الإنسانية من أجل التدخل العاجل لوقف التمييز الممنهج وتحقيق العدالة في توزيع المساعدات، إلى جانب توفير الحماية لمجتمعاتهم من الاعتداءات والانتهاكات المتكررة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى