باكستان

باحثة أسترالية تكشف في لاهور عن تحديات التمكين المالي للنساء وسط تعقيدات اجتماعية واقتصادية

باحثة أسترالية تكشف في لاهور عن تحديات التمكين المالي للنساء وسط تعقيدات اجتماعية واقتصادية

كشفت دراسة ميدانية حديثة أجرتها الباحثة الأسترالية وأستاذة الحقوق في جامعة غرب سيدني، ماريا باهاتي، عن صورة مركّبة للواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه النساء في باكستان، لا سيما في المناطق الريفية المحيطة بمدينة لاهور، حيث تلتقي تقاليد الماضي بمتطلبات الحاضر.
وفي تقرير أعدّته عقب رحلتها البحثية إلى بلدة ريفية خارج لاهور، سلّطت باهاتي الضوء على التحديات التي تواجهها النساء في اتخاذ قرارات مالية واعية ضمن بيئة تحكمها الأعراف الاجتماعية وضعف الثقافة المصرفية، بالإضافة إلى تفاوتات السلطة بين الجنسين. وأشارت إلى أن النساء هناك يجدن أنفسهن محاصرات بين الرغبة في الالتزام بالشريعة الإسلامية السائدة، وبين واقع مصرفي لا يزال يفتقر إلى الشفافية والفهم، ما يحول دون تحقيق تمكين مالي حقيقي.
الدراسة أظهرت أيضاً فجوة معرفية عميقة في فهم أدوات التمويل الإسلامي مثل المرابحة والمضاربة والتكافل، إذ بيّنت الباحثة أن الغالبية العظمى من النساء يتخذن قرارات مالية استناداً إلى الموروث الشفهي لا إلى وعي اقتصادي أو شرعي دقيق. كما أوضحت أن العديد من النساء يثقن في المؤسسات التي تحمل صفة “إسلامية” دون تدقيق أو متابعة للمنتجات التي تقدمها هذه البنوك، مما يعمق من إشكالية غياب التمكين المالي المدروس.
وبينما تتجه الحكومة الباكستانية نحو تطبيق اقتصاد خالٍ من الربا بحلول عام 2027، تحذّر باهاتي من أن الطريق لا يزال مليئاً بالتحديات، خصوصاً في ظل غياب برامج تثقيفية شاملة تستهدف النساء وتعمل على رفع الوعي بآليات التمويل الإسلامي، بما يسهم فعلاً في بناء قدراتهن الاقتصادية على أسس سليمة.
تجربة ماريا باهاتي في لاهور، كما تقول، لم تكن مجرّد رحلة أكاديمية، بل غوصاً في عمق واقع متشابك بين الدين والاقتصاد والجندر، ونداءً لإعادة النظر في أدوات التثقيف المالي الموجهة للنساء في المجتمعات الإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى