المغرب يلغي ذبح الأضاحي في عيد الأضحى 2025
بسبب الجفاف وتراجع الثروة الحيوانية.. المغرب يلغي ذبح الأضاحي في عيد الأضحى 2025
في خطوة غير مسبوقة منذ عقود، أعلن المغرب إلغاء ذبح الأضاحي في عيد الأضحى لعام 2025، وذلك بقرار من الملك محمد السادس الذي اكتفى بالتضحية نيابة عن الشعب، في ظل أزمة مناخية خانقة تضرب البلاد للعام السابع على التوالي.
القرار، الذي أعلنه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في بيان رسمي، شكّل صدمة لدى المغاربة المعروفين بتشبثهم بتقاليد العيد، إلا أنه يأتي في سياق بيئي واقتصادي بالغ الصعوبة. فقد سجّل المغرب تراجعًا في نسبة تساقط الأمطار بنحو 53% مقارنة بمتوسط العقود الثلاثة الماضية، ما أدى إلى شح في الموارد المائية وانخفاض خطير في منسوب السدود، وتراجع الإنتاج الزراعي، خصوصًا الحبوب، بنسبة 67%.
كما أثّر الجفاف على قطاع تربية المواشي، إذ انخفض عدد رؤوس الإناث الولود من 11 إلى 8.7 ملايين خلال تسع سنوات، في وقت يبلغ فيه الاستهلاك السنوي في المناسبات نحو 10 ملايين رأس. وقد أدت ندرة الأعلاف وارتفاع أسعارها إلى اضطرار المربين إلى بيع قطعانهم أو ذبح الإناث الولود، مما يهدد استدامة القطيع.
ورغم تدخلات حكومية لدعم الأعلاف واستيراد المواشي وتوفير مياه الشرب للماشية، شهدت الأسواق ارتفاعًا حادًا في أسعار الأضاحي، حيث تراوح ثمن الكبش بين 4000 و7000 درهم، متجاوزًا في بعض المناطق 10 آلاف درهم، ما أثقل كاهل الأسر محدودة الدخل.
وفي حين يأمل الخبراء أن يمنح القرار الثروة الحيوانية “راحة بيولوجية” ضرورية لاستعادة التوازن، أثار الإجراء جدلاً واسعًا في الشارع المغربي، خاصة لدى الفئات التي تعتمد اقتصاديًا على موسم العيد.
ويُنظر إلى الخطوة الملكية على أنها جزء من سياسة تكيّف مع واقع مناخي جديد يفرض على المغرب مراجعة أنماط استهلاكه الزراعي والمائي، ومواجهة تحديات متنامية تهدد أمنه البيئي والغذائي في المستقبل.
