فيديوهات مزيفة تزجّ باسم الإسلام وتزور تاريخ أرمينيا وسط اتهامات بالتلاعب الإعلامي

فيديوهات مزيفة تزجّ باسم الإسلام وتزور تاريخ أرمينيا وسط اتهامات بالتلاعب الإعلامي

في تصعيد جديد للحرب الإعلامية الرقمية، شهد موقع “يوتيوب” انتشار مقطعين مصورين مجهولي المصدر، أثارا جدلًا واسعًا بعد أن قدما سردية خيالية تزور تاريخ أرمينيا وتزجّ باسم الإسلام في سياق دعائي مضلل، يُعتقد أنه جزء من حملة منظمة تقف خلفها جهة غامضة تُدعى “نور الإسلام”.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الفيديوهين المنشورين بصوت احترافي لا يُعرف صاحبه، تضمنّا مشاهد واقعية قد تكون من إنتاج برامج الذكاء الاصطناعي، حيث ادعى أحدهما – على نحو كاذب – أن أرمينيا، أول دولة اعتنقت المسيحية رسميًا في التاريخ، قد أصبحت دولة إسلامية بالكامل، فيما أشار الثاني إلى أن “99% من سكانها مسلمون”، في محاولة واضحة لإثارة توترات دينية والتلاعب بالرأي العام.
ورغم أن منصة “يوتيوب” كانت قد أرفقت في البداية تحذيرًا يفيد بأن الفيديوهات “معدلة أو مولدة بشكل مصطنع”، فإنها عادت لاحقًا لإزالة هذا التنبيه، ما أثار تساؤلات وانتقادات بشأن سياسات المنصة ودور خوارزمياتها في ترويج محتوى مضلل.
وتأتي هذه الفيديوهات في وقت بالغ الحساسية، حيث تشهد مناطق مختلفة من العالم تصاعدًا في التوترات الطائفية، ما يجعل من هذه المحاولات الإعلامية الموجهة خطرًا مضاعفًا قد يؤجج الصراعات ويقوض التعايش بين أتباع الديانات.
ودعا مراقبون إلى ضرورة تحرك المنصات الرقمية الكبرى لمراجعة سياساتها بجدية أكبر، والتمييز بين حرية التعبير والتلاعب المعلوماتي، خاصة عندما يكون الهدف هو تضليل ملايين المستخدمين وتقويض السلم الاجتماعي والديني.