باحث نيجيري: استغلال بعض الفاسدين لشعيرة الحج يُنذر بأزمة أخلاقية تهدد قدسية الشعائر وصورة الإسلام

باحث نيجيري: استغلال بعض الفاسدين لشعيرة الحج يُنذر بأزمة أخلاقية تهدد قدسية الشعائر وصورة الإسلام
أثار الباحث الإسلامي النيجيري الدكتور لقمان رايمي، تساؤلات حادة حول البعد الحقيقي لشعيرة الحج، محذرًا من مظاهر استغلال هذه الفريضة الدينية من قبل شخصيات متورطة في الفساد والجريمة، في محاولة لتلميع صورتهم أمام المجتمع.
وفي مقال نشرته صحيفة “مسلم نيوز” وترجمته وكالة أخبار الشيعة، أشار رايمي إلى أن نيجيريا تشهد حراكاً دينياً واجتماعياً متصاعداً مع اقتراب موسم الحج، حيث يتأهب آلاف المسلمين للسفر إلى الديار المقدسة. وبينما وصل بعض الحجاج بالفعل إلى مكة المكرمة، لا يزال آخرون يُعدّون العدة للانطلاق، في مشهد مهيب قد يخفي وراءه تساؤلات خطيرة.
وتساءل رايمي عمّا إذا كانت هذه الشعيرة قد تحوّلت لدى البعض إلى مجرد مظهر، أو ستار يُغطّي به بعض الساسة والتجار والموظفين سوءاتهم، مشيراً إلى حوادث أخيرة كشفت عن توقيف أشخاص معروفين بانخراطهم في عصابات إجرامية، أثناء محاولتهم التوجه إلى الحج.
وأكد رايمي، الحاصل على شهادات في القانون وإدارة الأعمال والصحة العامة، أنّ الحج في جوهره ليس مجرد رحلة، بل هو تتويج لمسيرة إيمانية تسبقه أركان عقائدية وسلوكية كالتوحيد، والصلاة، والزكاة، والصيام، مشددًا على قول الله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} (البقرة: 197).
ولفت الباحث إلى أنّ من يسرق الدواء من مستشفيات الفقراء، أو يبني طريقًا يهدد أرواح الأبرياء، أو ينهب المال العام، لا يمكن أن يطهره الوقوف بعرفات أو رمي الجمرات، قائلاً: “من يظن أنه يرجم الشيطان في مكة، بينما يصافحه كل صباح في نيجيريا، فقد أساء فهم الدين وفقد بوصلته”.
وختم رايمي بالتأكيد على أن هذه الظواهر تشكل خطرًا حقيقيًا لا على قدسية الحج فحسب، بل على صورة الإسلام نفسه، داعيًا إلى إعادة الاعتبار للحج كميقات للإصلاح لا لتبييض الصفحات السوداء.