اتهامات بالتمييز داخل الخارجية الأمريكية: لحى المسلمين تُصنّف “تهديدًا أمنيًا” وسط صمت بلينكن

اتهامات بالتمييز داخل الخارجية الأمريكية: لحى المسلمين تُصنّف “تهديدًا أمنيًا” وسط صمت بلينكن
في تطور يسلّط الضوء على التمييز الممنهج داخل مؤسسات الحكم الأمريكية، تواجه وزارة الخارجية الأمريكية اتهامات متصاعدة بانتهاج سياسات عنصرية ضد موظفين مسلمين، خصوصًا ممن يحتفظون بلحاهم، فيما يرى ناشطون أن ما يجري هو إسلاموفوبيا مغطاة بشعارات الأمن القومي.
فبحسب تقرير نشرته وكالة “أخبار الشيعة” نقلاً عن مصادر دولية، فإن اللحية -التي يحتفظ بها نحو نصف رجال العالم اليوم، و33% من الرجال في الولايات المتحدة بشكل دائم- باتت تُعامل كعلامة خطر حين تكون على وجه مسلم، داخل إحدى أكثر المؤسسات حساسية وتأثيرًا في واشنطن.
وتحت ذريعة “مخاوف تتعلق بالسلامة”، يُتهم مسؤولو وزارة الخارجية بإقصاء موظفين مسلمين لأسباب لا تمت بصلة إلى الكفاءة أو الأداء، بل إلى مظهرهم الديني، وهو ما وصفه التقرير بـ”تحامل أعمى” يتحول إلى تمييز إداري صارخ.
قضية ديفين بروكس تُجسّد هذا النهج؛ فقد أُجبر بروكس على حلق لحيته، ثم فُصل من وزارة الخارجية، قبل أن يحصل لاحقًا على وظيفة في وزارة الأمن الداخلي، ما يثير تساؤلات حول مبررات القرار الأول ويعزز من فرضية التمييز الممنهج.
وفي قلب هذه الأزمة، يبرز اسم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي يُتهم بالتغاضي عن هذه الانتهاكات، بل وبالتستّر على وثائق استخبارية تؤكد تورط إسرائيل في عرقلة المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفقًا لتسريبات كشفت عن تلقيه تقريرين خطيرين حول الوضع هناك، قبل أن يدلي بتصريحات مناقضة أمام الكونغرس.
هذه السياسات أثارت موجة استقالات داخل الحكومة الأمريكية، من بينها استقالة الدبلوماسية المخضرمة ستايسي جيلبرت، التي أنهت مسيرتها الممتدة لأكثر من عشرين عامًا، احتجاجًا على ما وصفته بـ”انهيار القيم التي تدّعي الوزارة الدفاع عنها”.
ويرى مراقبون أن ما يجري يتجاوز مجرد حادثة فردية، بل يعكس حقيقة مفادها أن الإسلاموفوبيا لم تعد ظاهرة متطرفة على هامش المجتمع، بل تحوّلت إلى سياسة إدارية تؤثر على فرص العمل وكرامة المواطنين المسلمين داخل مؤسسات يُفترض بها أن تحمي الحريات وتحترم التعدد.
ومع تنامي هذه الاتهامات، تتزايد الضغوط على إدارة بايدن لمحاسبة المتورطين، وإعادة النظر في المعايير المهنية التي باتت تُستغل لاستهداف الأقليات الدينية، في بلد يرفع شعار الحرية والعدالة للجميع.