آسیا

عائلة مسلمة تنقذ حفل زفاف هندوسي من الانهيار وسط الأمطار في الهند

عائلة مسلمة تنقذ حفل زفاف هندوسي من الانهيار وسط الأمطار في الهند

في مشهد مؤثر استوقف القلوب قبل العيون، تجلّت روح التسامح والتكافل التي تجمع بين مكونات المجتمع الهندي، حين أنقذت عائلة مسلمة مراسم زفاف هندوسي من الانهيار، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في تعطل الحفل الذي كان يُقام في الهواء الطلق بمدينة بوني مساء الثلاثاء.
وكان العروسان الهندوسيان، سانكروتي كاوادي وناريندرا غالاندي، على وشك بدء طقوس زفافهما في حدائق “آلانكاران”، قبل أن تتدخل الأمطار الغزيرة فجأة، وتحوّل المكان إلى ساحة موحلة أربكت الحضور والمنظمين، وكادت أن تُفسد فرحة العروسين.
غير بعيد عن الحدث، كانت عائلة مسلمة تحتفل بزفاف الشاب محسن، نجل ضابط الشرطة المتقاعد فاروق كازي، داخل قاعة مغطاة مجاورة. وبمجرد أن لاحظ أفراد العائلة حالة الارتباك لدى المدعوين في الزفاف الهندوسي، سارعوا بفتح أبواب القاعة أمامهم، دون تردد، في لفتة أثارت إعجاب الجميع.
وبروح من الإيثار والكرم، استقبلت العائلة المسلمة ضيوف الزفاف الآخر بكل ود، وأتاحت للعروسين الهندوسيين إتمام طقوس “السابتابادي” داخل القاعة المغلقة، بل ساعد أفراد الأسرة وضيوفهم في تنظيم المكان وتجهيزه لاستيعاب الحدثين على التوالي، مع الحفاظ التام على الخصوصية الدينية لكل طرف.
وصرّح المحامي نيلش شيندي، صديق العائلة الهندوسية، بأن تصرف العائلة المسلمة لم يكن مجرد لفتة كريمة، بل كان “احتضانًا حقيقيًا في لحظة أزمة”. أما سانتارام كاوادي، جد العروس، فقال إن “الأمطار التي كادت أن تُغرق أحلامنا، حملت معها مشهدًا من الإنسانية لا يُنسى”، مضيفًا أن الموقف سيبقى محفورًا في ذاكرتهم.
من جهته، قال والد العروس، تشيتان كاوادي: “ما حدث لا يمكن أن يحدث إلا في الهند… حيث القلوب تسبق الأديان”. وفي لمسة أخرى تعبّر عن عمق الأخوّة، دعت عائلة كازي ضيوف الزفاف الهندوسي لحضور احتفالها، وخصصت لهم ركنًا لإعداد الطعام، مؤكدة أن “الفرح حين يُتقاسم يكبر، والرحمة حين تفيض تعبر كل الحواجز”.
وفي تصريح لوسائل إعلام محلية، عبّر فاروق كازي، والد العريس المسلم، عن مشاعره قائلاً: “شعرت أنني أرى ابنتي تحت المطر، وكان لابد أن أتدخل”، مضيفًا أن الإسلام يعلّمنا أن نرتقي بالإنسان فوق كل الانتماءات.
وقد حظي هذا المشهد بتفاعل واسع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، واعتُبر مثالاً نادراً على التعايش والوحدة، في بلد تتعدد فيه الديانات والثقافات، وتبقى القيم الإنسانية أقوى من كل الفوارق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى