التضييق على اللغة الأردية في الهند يثير موجة استياء واسعة بين السياسيين والناطقين بها

أثارت تصريحات رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، يوغي أديتياناث، التي هاجم فيها تدريس اللغة الأردية، موجة استياء واسعة بين السياسيين والناطقين بها، وسط اتهامات له بالسعي إلى تهميشها بدوافع دينية.
وخلال جلسة للمجلس التشريعي في الولاية، اعتبر أديتياناث أن تعليم الأردية يهدف إلى تحويل الناس إلى “مولويين” (علماء دين إسلامي)، مؤكدًا أنه لن يسمح بذلك، وهو ما أثار انتقادات حادة، خاصة أن مدينة لكنهاو، عاصمة الولاية، تُعدّ مركزًا للأدب والشعر الأردي.
وفي ردّه على هذه التصريحات، قال أسد الدين أويسي، عضو البرلمان عن مدينة حيدر آباد، إن الأردية لغة معترف بها دستوريًا، ولعبت دورًا بارزًا في حركة الاستقلال الهندية، مضيفًا، “لا أحد يصبح عالمًا لمجرد تعلم الأردية، فهل أصبح أديتياناث عالمًا لمجرد تحدثه الهندية؟”
كما انتقد آغا سيد روح الله مهدي، عضو البرلمان الهندي، هذه التصريحات، معتبرًا أنها تعكس كراهية متجذرة للإسلام، في حين وصف مراقبون هجوم أديتياناث على الأردية بأنه جزء من محاولات قوميين هندوس لربطها بالمسلمين، رغم أنها لغة هندية متجذرة في الثقافة والأدب المحليين.
وتعاني اللغة الأردية من تراجع ملحوظ في المؤسسات الرسمية والتعليمية، حيث تقلّص عدد الناطقين بها في الوزارات الحكومية بسبب تقليص الميزانيات المخصصة لدعمها، ما أثر سلبًا على المؤسسات المعنية بتعزيز حضورها.
ويواجه تدريس الأردية في المدارس عقبات عدة، أبرزها ندرة المعلمين المؤهلين وتراجع وجودها على اللافتات والعلامات المرورية، كما أن الصحف والمطبوعات الأردية تشهد انخفاضًا مستمرًا في معدلات النشر والتوزيع، وسط غياب الدعم الحكومي.
وفي هذا السياق، أكدت مؤسسة الأردية العالمية، ومقرها دلهي، أن محاولات طمس الأردية لن تنجح مهما اشتدت، مشددة على أن دعم الحكومة للغة الهندية لا يجب أن يكون على حساب الأردية.
وقال عبد الرحمن، مؤسس المؤسسة، إن الحزب الحاكم في الهند ينظر إلى الأردية باعتبارها اللغة الرسمية لباكستان، ويرفض منحها الاعتراف الذي تستحقه، معتبرًا أن هذا العداء السياسي انعكس على تهميشها في الهند.
ومع استمرار هذا النهج، يرى المراقبون أن اللغة الأردية تواجه تحديات غير مسبوقة في الهند، في وقت يحذر فيه الناطقون بها من محاولات تهميشها بدوافع سياسية وطائفية.