شهد سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ الألمانية، مساء الجمعة، حادثة مروعة حين اقتحمت سيارة يقودها طبيب سعودي تجمعاً مكتظاً من الزوار، مما أسفر عن مقتل شخصين، أحدهما بالغ والآخر طفل صغير، وإصابة ما لا يقل عن 60 آخرين، بينهم 15 مصاباً بجروح خطيرة.
وقع الحادث في الساعة 19:04 بالتوقيت المحلي، حيث قاد الجاني سيارة من نوع BMW لمسافة 400 متر داخل السوق المكتظ، ما تسبب في حالة من الفوضى والرعب. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة لحظة اعتقال الشرطة للجاني، وهو سعودي الجنسية يدعى طالب عبد المحسن، من مواليد 1974 بمدينة الهفوف. كان يعمل كطبيب نفسي وحصل على اللجوء في ألمانيا عام 2016.
وأكدت الشرطة أن الجاني استأجر السيارة قبل فترة وجيزة، وعُثر في المقعد الأمامي على حقيبة يجري فحص محتوياتها. وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن المشتبه به نفذ الهجوم بشكل متعمد.
وشارك في موقع الحادث أكثر من 100 من رجال الإطفاء و50 من أفراد خدمات الإنقاذ. وتم تحويل المصابين إلى مستشفى جامعة ماغديبورغ، حيث تعمل الفرق الطبية على توفير العناية اللازمة، بما في ذلك تجهيز المزيد من أسرة العناية المركزة. تلقى الحادث المروع في ماغديبورغ ردود فعل واسعة من مختلف الجهات المحلية والدولية. في ألمانيا، عبر المستشار أولاف شولتس عن تضامنه العميق مع الضحايا وعائلاتهم، واصفًا الحادث بالـ”مروع” ومؤكدًا أن السلطات الألمانية تبذل جهودًا كبيرة في التعامل مع تداعياته. كما أعرب عن شكره للفرق الأمنية والإسعافية التي هرعت إلى مكان الحادث فور وقوعه.
وفي الاتحاد الأوروبي، عبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن “تعاطفها” مع الضحايا، معتبرة الهجوم “جبانًا ووحشيًا”، ودعت إلى إجراء تحقيق شامل حول الحادث ومعاقبة الجاني بأشد العقوبات. كما شددت على أهمية ضمان الأمن في الأماكن العامة وحماية المواطنين من مثل هذه الهجمات.
وعلى الصعيد الدولي، عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته عن تعازيه القلبية للمستشار شولتس، مؤكدًا أن الناتو يقف “بكل قوة” إلى جانب ألمانيا في مواجهة هذا الهجوم المروع.
من جانبها، أبدت السعودية إدانتها الشديدة للحادث، حيث أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي تضامن المملكة مع الشعب الألماني وأسر الضحايا، مجددة موقفها الثابت في نبذ العنف بكل أشكاله.
وتأتي هذه الحادثة وسط دعوات متكررة من وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر لتوخي اليقظة في أسواق عيد الميلاد، مشيرة إلى عدم وجود تهديدات ملموسة مسبقاً، لكنها أكدت على ضرورة اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة.
التحقيقات مستمرة لتحديد دوافع الجاني، بينما يعيش الشارع الألماني صدمة هذا الهجوم العنيف الذي أعاد إلى الذاكرة حوادث مماثلة شهدتها أسواق عيد الميلاد سابقاً.