غير مصنف

مع حلول شهر محرم الحرام.. نصب التكيات العاشورائية في كربلاء المقدسة

مع اقتراب شهر محرم الحرام، تشهد مدينة كربلاء المقدسة، نشاطات واسعة لإقامة التكيات والهيئات الحسينية في شوارعها، هذا التقليد السنوي يأتي في إطار الاستعدادات لاستقبال زوار الإمام الحسين (عليه السلام) خلال مراسم زيارة العاشر من محرم الحرام.


تُعتبر التكيات الحسينية من الشعائر الأساسية التي تنفذها الأهالي في كربلاء وأصحاب المحال القديمة وأهالي الأطراف، إضافة إلى المواكب الحسينية، إذ تقدم هذه التكيات خدمات متنوعة للزوار، مثل توزيع الطعام والشراب بشكل مجاني، في إظهارٍ عمليٍ للكرم والضيافة التي تتسم بها هذه المناسبة.


وأشار أحد المشرفين على التكية الحسينية إلى أن نصب التكيات لا يقتصر فقط على تقديم الطعام والشراب، بل يمتد ليشمل توفير الراحة والاستراحة للزوار، قائلاً: “نحن هنا لنخدم الزائرين ونرحب بالجميع. نهدف إلى تسهيل زيارتهم وتقديم كل ما يحتاجونه ليمضوا زيارتهم في جوٍ من الطمأنينة والراحة”.
ويعود نصب التكيات تاريخياً إلى القرن الثامن أو التاسع عشر الميلادي، أي نحو العام 1800 وما بعده، وخلال تلك الفترات، كان أهالي كربلاء ممنوعين من إقامة التكيات بشكل علني، مما دفعهم لنصبها في أماكن سرية كالبساتين والسراديب، ومع مرور الزمن، أصبحت التكيات جزءًا لا يتجزأ من الاحتفاليات العاشورائية.


وتسهم هذه التكيات في خلق جو من الوحدة والتضامن بين المسلمين من مختلف أنحاء العالم، الذين يتوافدون إلى كربلاء للمشاركة في إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام). وبهذا الصدد، قال أحد الزائرين: “لقد جئنا من بلاد بعيدة، ورؤية هذه التكيات تُشعرنا بعمق الروابط التي تجمعنا، وتذكرنا بأهمية التضامن والتكاتف في إحياء القيم النبيلة للإمام الحسين (عليه السلام)”.
وفي هذا السياق، تواصل مدينة كربلاء استعداداتها لاستقبال الأعداد الكبيرة من الزوار، حيث تعمل التكيات والهيئات الحسينية بشكلٍ دؤوب لضمان توفير كل ما يلزم لإحياء هذه المناسبة بكرامة وإجلال.
بهذا النشاط، تُعيد كربلاء إحياء واحدة من أقدم التقاليد الإسلامية، التي تعكس روح التضحية والعطاء وتستمر في تعزيز القيم الإنسانية التي جسدها الإمام الحسين (عليه السلام) في كفاحه ضد الظلم والطغيان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى