باحثون وناشطون عراقيون يدعون إلى فضح جرائم النظام المقبور وتدويل قضية المقابر الجماعية
أكّد باحثون وناشطون عراقيون على ضرورة فضح الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام المقبور والعصابات الإرهـ،ـابية في العراق بحق العراقيين الأبرياء وخاصةً جرائم المقابر الجماعية التي ملأت البلاد من الشمال إلى الجنوب.. حتى يعرفَ العالمُ وحشيةَ هؤلاء المجرمين، كما دعوا إلى جبر الضحايا وإنصاف عوائل الشهداء المغدورين.
الدعوات هذه جاءت خلال الملتقى التخصّصي الثاني الموسوم بـ (المقابر الجماعية في العراق بين التحري والتنقيب وآليات التوثيق)، والذي عقده المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرّف التابعة للعتبة العباسية المطهرة في النجف الأشرف، وحضره مراسل (وكالة أخبار الشيعة).
وقال مدير المركز، الدكتور عباس القريشي: إن “المقابر الجماعية سمفونية حزن وألم لأوجاع العراقيين جميعاً من الشيعة والأكراد والتركمان والأيزيديين، كون أن هذه المكونات لديها مئات الآلاف من الضحايا المدفونين في المقابر الجماعية”.
وتابع بأن “هذه المقابر ملأت أرض العراق سواء أكانت في حقبة النظام المقبور من الشمال إلى الجنوب أو ما بعد (2003) حيث عمدت الجماعات الإرهـ،ـابية المتطرّفة في قتل أبناء العراق بشتى الوسائل والتي من بينها المقابر الجماعية”.
وأضاف، “يجب على الحكومة العراقية أن تهتمّ بقضية المقابر الجماعية، والذي يتناسب مع آلام ومأساة الضحايا وكذلك الاهتمام بعوائلهم من ذوي الشهداء المغدورين”.
فيما قال مدير مؤسسة الشهداء بالنجف الأشرف، طالب شاكر الجعفري لوكالتنا: “لم يكتفِ الهدّام المقبور بالمعتقلات وأحبال المشانق بل التجأ إلى أبشع الطرق في تدمير الشعب العراقي وتقتيلهم، والممثلة بدفن الأحياء تحت التراب بينهم الأطفال والرضع والشيوخ والنساء”.
وأشار إلى أن “مثل هذه الملتقيات والندوات ما هي إلا دليل على إظهار حقيقة هذا النظام البائد لكي يتضح للشعب العراقي والعالم أجمع ما وحشية هذا النظام المدمّر بحق العراقيين”.
وطالب الجعفري وزارتي التعليم العالي والتربية بإدخال “ملفّ المقابر الجماعية ضمن المناهج التعليمية لتسلّط الضوء على هذه الحقبة المظلمة في زمن النظام البعثي الغاشم”.
من جهته أكد الباحث والأكاديمي في جامعة سوران بإقليم كردستان العراق، الدكتور مهدي أمين على “أهمية عقد هذا الملتقى في توثيق المقابر الجماعية وما تعرض له العراقيون من إبادة كبيرة”.
وتابع حديثه، “دوري كباحث اشتركت ببحث بعنوان (آليات العمل للتوثيق الدولي للمقابر الجماعية)، وأكدت فيه على الآليات الواجب اتخاذها لتوثيق هذه الجرائم، ومنها التأثير على الرأي العام وتكوين لوبي من الجاليات العراقية في المهجر، وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين وكيف توصلوا إلى حقوقهم واستطاعوا أن يثبتوا للمجتمع الدولي أن ما تعرض له العراقيون هو هو إبادة جماعية بامتياز”.
أما عضو كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة، الأستاذ الدكتور زيد عباس الكبيسي، فقد أشار إلى أن “دور كرسي اليونسكو خلال مثل هذه الملتقيات يتلخّص في تقديم الآراء والبحوث والمساهمات الفاعلة من أجل توثيق جرائم الإرهـ،ـاب والنظام المقبور وتدويلها؛ لتكون شاهداً على العصر أمام العالم لبشاعة الفعل الإجرامي للمقابر الجماعية”.
وأوضح بأن “هذه الجرائم تمس الضمير الإنساني بصورة عامة، وتمس تاريخ العراق في التعايش السلمي منذ الأزل، والذي عاش متعايشاً ومتحاباً إلا في فترات الإرهاب والبعث الإجرامي الذي حاول أن يكسر هذا التنوع العراقي”.
وأضاف الكبيسي، “نسعى مع بقية المؤسسات ذات العلاقة بينها السياسية والأكاديمية من أجل نعمل جاهدين إلى تجريم هذه القضية وإنهاء ظاهرة التطرّف الإرهـ،ـاب والمقابر الجماعية إلى الأبد”.
جدير بالذكر أن الملتقى أُقيم بالتعاون مع كرسي اليونسكو لحوار الأديان في جامعة الكوفة ومركز الملا الكبير من جامعة كويها.