استطلاع فرنسي يثير الجدل… والخطاب المعادي للإسلام يتصاعد بلا مبرر

استطلاع فرنسي يثير الجدل… والخطاب المعادي للإسلام يتصاعد بلا مبرر
تشهد فرنسا من جديد موجة متصاعدة من الهجوم الإعلامي على الممارسات الدينية الإسلامية، بعد استطلاع حديث أصدره معهد IFOP بدعم جهات معروفة بتبني خطاب معادٍ للإسلام. وقد رُوّج للاستطلاع باعتباره “كاشفًا للمخاطر”، بينما يُظهر التدقيق أنه يخلط عمدًا بين التدين الطبيعي وبين “الإسلاموية المتطرفة”، في إطار قراءة سياسية لا علاقة لها بحياة المسلمين اليومية.
الخبير والمفكر أوليفييه روي أكد في مقابلة تلفزيونية أن الظاهرة ليست “أسلمة” المجتمع كما يُصوَّر، بل هي ببساطة بروز طبيعي لممارسة دينية يمارسها ملايين المواطنين المسلمين بشكل قانوني وسلمي. ويشير إلى أن أي مظهر ديني إسلامي – من الحجاب إلى الصلاة – يجري تصويره إعلاميًا كتهديد، مقابل غضّ النظر عن ممارسات مماثلة لدى ديانات أخرى.
ويرى روي أنّ الخطاب السائد اليوم يقوم على ربط الإسلام بالهجرة والعنف، بينما تُظهر الأرقام -حتى في الاستطلاع ذاته – أنّ أغلبية كبيرة من المسلمين مندمجون، ويعيشون دينهم بسلام واحترام لقوانين الجمهورية.
ويحذر الخبراء من أن تحويل التدين الإسلامي إلى “فزاعة سياسية” يخلق حالة هلع أخلاقي لا تستند إلى الواقع، بل إلى القراءة الانتقائية والجهل بطبيعة الدين نفسه، في بلد تراجع فيه الوعي الديني العام. كما يكشفون أن كثيرًا من الأسئلة في الاستطلاع صيغت بطريقة متحيزة، تُضخّم النتائج وتدفع إلى استنتاجات خاطئة حول ولاء المواطنين المسلمين.
ورغم ذلك، يؤكد التحليل الاجتماعي أن الجيل المسلم الشاب أكثر اندماجًا وثقة بهويته، وأن بروز التدين اليوم مرتبط بصعود طبقة وسطى مسلمة ناشئة، تجد نفسها في مواجهة خطاب علماني متشدد وتحريض سياسي وإعلامي مستمر.




