أوروبا

المسلمون مهندسو أوروبا وهكذا شكّل الإسلام حضارتها

مقال دولي: المسلمون مهندسو أوروبا وهكذا شكّل الإسلام حضارتها

في كشف تاريخي مثير، أبرز مقال افتتاحي نشرته صحيفة “التلغراف” البريطانية البارزة، الدور الأساسي الذي لعبه المسلمون في صناعة الحضارة الأوروبية، مؤكدًا أن الثقافة الإسلامية لم تكن مجرد تأثير جانبي، بل قوة موجهة في تقدم العلوم والفنون والهندسة والمجتمع عبر العصور.
المقال، الذي أعده الكاتب البارز نويل مالكولم، يستند إلى كتاب المؤلف ثريك حسين والمعنون بـ “أوروبا المسلمة”، والذي يكشف عن رحلاته في الأراضي الأوروبية التي دخلها الإسلام منذ القرن السابع وحتى سقوط إمارة غرناطة في القرن الخامس عشر.
فمن قبرص وصقلية إلى جنوب إسبانيا والبرتغال، استعرض حسين آثار الثقافة الإسلامية على العمارة والطب والقوانين والفكر، مؤكدًا أن الأوروبيين استفادوا من العلوم والمعارف التي نقلها المسلمون.
ويصف الكاتب كيف كانت المدن الإسلامية مثل قرطبة والأندلس مراكز حضارية متقدمة، مع مستشفيات نظيفة ومتقدمة، وجراحة قيصرية، وطب حديث مقارنة بما كان سائداً في شمال أوروبا في نفس الفترة.
كما يُظهر المقال تأثير المسلمين على العمارة الغربية، حيث تكشف الكنائس والكاتدرائيات عن خطوط وتصاميم مستوحاة من المساجد، مؤكدة تلاقي الثقافات وتبادل المعرفة.
المقال لم يكتف بالجانب التاريخي، بل أبرز الجانب الإنساني من خلال لقاءات حسين مع مسلمين مقيمين وزوارًا في أوروبا، واستعراض عاداتهم الدينية وطقوسهم الروحية التي استمرت لقرون، ما يعطي القراء فهمًا أعمق للعمق الروحي والثقافي للإسلام في أوروبا.
ويشير الكاتب إلى أن إظهار هذا الدور الإسلامي ليس مجرد تقدير للماضي، بل رسالة قوية للمسلمين المعاصرين لتعزيز الثقة بأن دينهم وثقافتهم شكلت جزءًا أصيلاً من تاريخ أوروبا، وأن هذا الإرث لا يزال مصدر فخر وإلهام.
ويختتم المقال بالتأكيد على أن الإسلام لم يكن ضيفًا عابرًا في التاريخ الأوروبي، بل كان قوة حضارية أسهمت بشكل مباشر في تقدم أوروبا، وأن الاعتراف بهذا الدور يعيد توازن الرواية التاريخية ويواجه محاولات تشويه الصورة الإسلامية في الغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى