لتعزيز التعايش الديني.. روما تكشف عن عملات فضية تحتفي بالديانات التوحيدية الثلاث

لتعزيز التعايش الديني.. روما تكشف عن عملات فضية تحتفي بالديانات التوحيدية الثلاث
في مبادرة ثقافية بارزة تحمل رسالة عالمية في زمنٍ تتصاعد فيه التوترات الدينية والسياسية، كشفت العاصمة الإيطالية روما عن مجموعة عملات فضية جديدة تحتفي بالديانات التوحيدية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، في خطوة تعكس سعي المدينة إلى تكريس قيم التعايش والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان.
دار سكّ العملة الإيطالية قدّمت ثلاثية فريدة من العملات صُمّمت بعناية لتجسيد الرموز الروحية الكبرى، وفي مقدمتها العملة المخصّصة للمسجد الكبير في روما، الذي يُعد أحد أبرز المعالم الإسلامية في أوروبا. التصميم يظهر قبّة المسجد ومئذنته وساحته الواسعة التي يرتادها المسلمون من مختلف الجنسيات، في تأكيد رمزي على حضور الإسلام ودوره الحضاري في المجتمع الإيطالي.
وتأتي هذه الخطوة ثمرة تعاون موسّع بين ممثلين عن الطوائف الإسلامية والمسيحية واليهودية في روما، بهدف إرسال رسالة واضحة مفادها أن احترام الأديان والتلاقي الإنساني ليسا مجرد شعارات، بل حقائق ممكنة تقوم على الحوار والتفاهم. وشهد المشروع مشاركة شخصيات دينية بارزة من الديانات الثلاث، أسهمت في وضع رؤيته الفكرية ومعانيه المشتركة.
وتبرز العملات الجديدة الرموز الكبرى لكل ديانة، حيث خُصصت واحدة للمسجد الكبير ممثلاً للإسلام، وأخرى لكنيسة القديس بطرس رمزاً للمسيحية، وثالثة للكنيس الكبير تجسيداً للحضور اليهودي في المدينة. وتؤكد هذه الرموز، وفق القائمين على المشروع، أن التنوع الديني جزءٌ أصيل من تاريخ روما وحاضرها، وأن القيم الإنسانية المشتركة قادرة على تجاوز كل أشكال الصراع والاختلاف.
وتأمل الجهات المنظمة أن تسهم هذه المبادرة في تعزيز الحوار بين الأديان ونشر ثقافة التسامح، لتكون روما مثالاً حياً على قدرة المدن الكبرى على احتضان التعددية الدينية وتقديم نماذج حضارية للتعايش في العالم المعاصر.




