أوروبا

تصاعد التوتر في روسيا مع تزايد التضييق على المسلمين وسط غياب المساجد وصمت رسمي

تصاعد التوتر في روسيا مع تزايد التضييق على المسلمين وسط غياب المساجد وصمت رسمي

تشهد مدن روسية عديدة حالة من الاحتقان بعد موجة غضب شعبي استهدفت المهاجرين المسلمين الذين يؤدّون صلواتهم في الأماكن العامة، في ظل غياب دور العبادة أو إغلاق المتوفر منها، ما دفع آلاف المصلين إلى اللجوء للأرصفة والطرقات لتأدية فرضٍ لا يسقط بضغط المكان ولا بضيق الوقت.
وتشير تقديرات روسية إلى أن عدد المسلمين في البلاد تجاوز 28 مليون نسمة، أي ما يقارب 15% من السكان، ليصبح الإسلام ثاني أكبر ديانة في روسيا من حيث العدد. لكن هذا الحضور الديموغرافي الكبير لا يقابله واقع ديني موازٍ، إذ تعاني معظم المدن —حتى الكبرى منها— من ندرة شديدة في المساجد، وهي مشكلة تتفاقم مع اتساع أعداد المهاجرين والعمال المسلمين.
هذا النقص الحاد في دور العبادة انعكس مباشرة على الشارع، إذ أثارت مشاهد الصلاة الجماعية في الأماكن العامة امتعاض بعض السكان، الذين اعتبروا الخطوة «إزعاجاً»، فيما تجاهلت السلطات الأسباب الحقيقية التي دفعت المسلمين إلى الصلاة خارج المساجد، مكتفية بالصمت أو باتخاذ إجراءات تُحمّل الضحايا مسؤولية الأزمة.
ورغم أن الدستور الروسي ينص على احترام حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية، فإن الواقع يكشف فجوة واضحة بين النص والتطبيق، مع غياب مبادرات رسمية لمعالجة الأزمة أو توفير بدائل للمصلين في المدن المكتظة.
ويرى ناشطون في الجالية المسلمة أن الأزمة مرشحة للتصاعد ما لم تتحرك السلطات لتوفير مساحات شرعية لأداء الشعائر الدينية، مؤكدين أن تجريم المصلين أو التضييق عليهم لن يساهم إلا في تعميق الفجوة بين مكوّنات المجتمع الروسي وتغذية التوتر الديني في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى