أوروبا

الإسلاموفوبيا بالأرقام المزوّرة.. حملة مدروسة لتشويه الحقيقة وخلق وهم “الغزو الإسلامي”

الإسلاموفوبيا بالأرقام المزوّرة.. حملة مدروسة لتشويه الحقيقة وخلق وهم “الغزو الإسلامي”

في مشهدٍ جديد من مشاهد الحرب الإعلامية ضد الإسلام، تفجّرت منصات التواصل الاجتماعي بموجة من الخداع الرقمي، مصدرها رسمٌ بياني مثير للجدل، زعم أنه يُظهر تزايد نسبة الأطفال المسلمين في مدارس العواصم الأوروبية، حتى بلغ الأمر حدّ الادعاء بأن أوروبا ستصبح مسلمة بالكامل خلال مئة عام!
لكن تحقيقات شبكة رويترز الإعلامية قد كشفت أن الأرقام مبالغٌ فيها، وأن معظم الدول الأوروبية لا تجمع أصلاً بياناتٍ عن ديانة الطلاب. مما يعني أن هذه “الإحصاءات” لم تكن سوى صناعةٍ إعلامية مُضلِّلة، هدفها إثارة الخوف من الإسلام وتصويره كتهديدٍ ديموغرافي وحضاري.
والمفارقة أن هذه الأكاذيب لم تأتِ من هامش الإنترنت، بل تبنّاها شخصيات سياسية معروفة، مثل رئيس وزراء إسرائـ،ـيل السابق نفتالي بينيت، الذي روّج للرسم البياني على صفحاته، في محاولة مكشوفة لتغذية كراهية الإسلام في الغرب، بل إنه وجد دعماً من أصواتٍ تملك تأثيراً رقمياً واسعاً، كإيلون ماسك الذي أعاد نشر المادة، قبل أن تتراجع شركته لاحقاً وتقرّ بوجود “مبالغات واضحة”.
يذكر أن التحليل الدقيق للبيانات قد كشف زيف الصورة بالكامل بحكم أن مدينة بروكسل لا تمتلك إحصاءات رسمية عن ديانة الطلاب، وفي باريس يمنع القانون أصلاً جمع بياناتٍ دينية، أما في كوبنهاغن ومدريد وبرلين، فقد أكدت الهيئات الحكومية أن النسب المنشورة مختلقة أو لا تستند إلى أي أساس علمي.
ومع ذلك، فقد انتشرت الأكذوبة بسرعة البرق، لأن الخوارزميات التابعة لمواقع التواصل الإجتماعي قد صُممت لتُضخِّم كل ما يُثير الخوف من الإسلام، في حين تُهمّش الحقائق التي تفضح التلاعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى