إسلاموفوبيا ما بعد الموت… رفض واسع لمقبرة المسلمين في قلب بريطانيا

إسلاموفوبيا ما بعد الموت… رفض واسع لمقبرة المسلمين في قلب بريطانيا
في قلب إنكلترا الهادئة، تحوّل مشروع خيري إلى قضية رأي عام بسبب مشروع يحمل رسالة إنسانية وروحية، لكنه أثار موجة من الجدل والرفض تحت ذرائع واهية، ممثلاً بإقامة أكبر مقبرة إسلامية في تاريخ بريطانيا، والذي تقدم به شقيقان مسلمَان، معروفان بأعمالهما الخيرية ودعمهما للمجتمعات المحلية.
المقبرة المقترحة تمتد على مساحة خمسةٍ وأربعين فداناً، لتضم أكثر من اثني عشر ألف قطعة دفن، إضافة إلى قاعات للصلاة وصالة جنازة ومرافق وضوء وتعزية، في مشروع يهدف لتلبية حاجةٍ متزايدة لمسلمي بريطانيا الذين يعانون من قلة أماكن الدفن الشرعية وفق الشعائر الإسلامية.
لكنّ الحلم الروحي واجه حملةً شعواء من الاعتراضات. حيث رفعت مجموعاتٌ سكانية شعارات “قل لا للمقبرة”، ووسائل إعلام ضخّمت التخوفات من “تأثير بيئي” و“ازدحام مروري”، بينما أن الحقيقة أعمق، وهي الإسلاموفوبيا الجديدة التي تتخفّى خلف شعارات البيئة والتنظيم.
ومن المفارقة أن الشقيقين استجابا لملاحظات المعارضين، فقلّصا مساحة المشروع وعدد المقابر بنسبة كبيرة، وقدما تصاميم صديقة للبيئة، لكن الهجوم لم يتوقف. حيث انتشرت لافتاتٌ في الشوارع، وحملاتٌ إلكترونية جمعت آلاف التواقيع، وكأن الخطر ليس المقبرة بحد ذاتها، بل هو كونها “إسلامية”.
في المقابل، أكدت مؤسسة عيسى الخيرية أن المشروع يهدف لخدمة المجتمع كله، وتوفير مساحة تليق بتوديع الموتى، مسلمين وغير مسلمين، في بيئة تحترم الكرامة الإنسانية.




