أوروبا

رقمنة مصحف أوكراني نادر… إنقاذ لتراث المسلمين من الاندثار في قلب أوروبا

رقمنة مصحف أوكراني نادر… إنقاذ لتراث المسلمين من الاندثار في قلب أوروبا

في إنجازٍ ثقافيٍّ لافتٍ يُعيد الاعتبار للذاكرة الإسلامية في أوروبا الشرقية، أعلنت أوكرانيا عن رقمنة واحدٍ من أندر وأقدم المصاحف التاريخية على أراضيها، وهو مصحف “أوستروه” الذي يعود تاريخه إلى عام 1804 ميلادية، ليصبح متاحًا رقميًا أمام الباحثين والجمهور حول العالم.
النسخة الأصلية للمصحف، التي خطّها الكاتب ابن آدم علي مصطفى بخطٍّ نسخيٍّ متقن، تُعد تحفة فنية وتاريخية فريدة، إذ استخدم الحبر الأسود لكتابة الآيات والعلامات الحمراء للترقيم، فيما تظهر في الهوامش ملاحظاتٌ باللغة الأوكرانية مكتوبة بالخط العربي، في دلالةٍ نادرة على عمق التفاعل الثقافي بين الإسلام والمجتمع الأوروبي في القرن التاسع عشر.
وجاء هذا الإنجاز ضمن مشروع “تتار أوستروه” الذي أطلقته الإدارة الروحية لمسلمي جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي، بالتعاون مع عددٍ من المؤسسات الثقافية الأوكرانية، بهدف صون التراث الإسلامي المهدد بالضياع بفعل الحروب والتغيرات السياسية.
وبفضل عملية الرقمنة، بات بإمكان المهتمين في مختلف أنحاء العالم الوصول إلى النسخة الرقمية من المصحف عبر الإنترنت، ما يفتح نافذةً جديدة على صفحةٍ مشرقة من تاريخ الإسلام في قلب أوروبا.
ويرى مراقبون أن المشروع لا يقتصر على حفظ مخطوطة نادرة، بل يمثل رسالة رمزية قوية تُعيد التأكيد على أن القرآن الكريم ليس كتاب أمة واحدة، بل نورٌ خالدٌ للإنسانية جمعاء، وأن الإسلام كان ولا يزال جزءًا أصيلًا من المشهد الثقافي الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى