نساء تتار القرم ضحايا قمعٍ ديني جديد… اعتقالات وتعذيب نفسي تحت غطاء القانون الروسي

نساء تتار القرم ضحايا قمعٍ ديني جديد… اعتقالات وتعذيب نفسي تحت غطاء القانون الروسي
في تصعيدٍ جديد لانتهاكات حقوق المسلمين في شبه جزيرة القرم المحتلة، تحوّلت المنطقة إلى سجنٍ مفتوح للهوية الدينية، بعد أن اعتقلت السلطات الروسية أربع نساء مسلمات من تتار القرم بتهمٍ وُصفت بأنها سياسية ومفبركة.
النساء وهنّ: إسما نيميتولايفا، إلفيزا علييفا، نسيبة سعيدوفا، وفيزيا عثمانوفا، اعتُقلن خلال مداهماتٍ عنيفة في مدينتي سيفاستوبول وباختشيساراي، بذريعة الانتماء إلى تنظيم “حزب التحرير الإسلامي”، وهي التهمة التي باتت تُستخدم، بحسب منظمات حقوقية، أداةً لإسكات كل صوتٍ مسلمٍ يعارض سياسات الاحتلال الروسي.
وأكدت تقارير حقوقية أن جلسات محاكمتهن عُقدت في ظروفٍ استثنائية ومغلقة، دون السماح لهن بالحضور أو التواصل مع محامي الدفاع، فيما تم نقلهن قسراً إلى مستشفى للأمراض النفسية لإجراء “فحوصات إجبارية”، في خطوةٍ اعتبرها ناشطون تكراراً لأساليب الحقبة السوفييتية التي استُخدمت فيها المؤسسات الطبية لتبرير القمع السياسي والديني.
ويشير مراقبون إلى أن قضية نساء تتار القرم تمثل وجهاً جديداً لسياسات تقييد الحريات الدينية التي تمارسها موسكو ضد مسلمي القرم منذ ضمّها شبه الجزيرة عام 2014، في ظل صمتٍ دولي متزايد وتخاذلٍ من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان.
ويرى ناشطون أن استمرار هذه الانتهاكات ضد نساء القرم المسلمات لا يهدد فقط حرية المعتقد، بل يفضح واقع التمييز الممنهج الذي يطال أبناء التتار، ويعيد إلى الأذهان مأساة تهجيرهم القسري التاريخية، لتتحول قضاياهم اليوم إلى جرحٍ مفتوح في جسد الأمة المسلمة.




