أوروبا

جدل واسع بعد تخصيص غرفة صلاة للمسلمين داخل مكتبة الفاتيكان يفضح ازدواجية الخطاب الكنسي تجاه الإسلام

جدل واسع بعد تخصيص غرفة صلاة للمسلمين داخل مكتبة الفاتيكان يفضح ازدواجية الخطاب الكنسي تجاه الإسلام

أثار قرار مكتبة الفاتيكان تخصيص غرفة صغيرة للصلاة للمسلمين، بناءً على طلب مجموعةٍ من الأكاديميين، جدلًا واسعًا في الأوساط الدينية والإعلامية الكاثوليكية، بعدما اعتبرت تياراتٌ مسيحيةٌ متطرفة الخطوة “تهديدًا لهوية أوروبا المسيحية” و”تواطؤًا مع أسلمة القارة”.
وكان نائب رئيس مكتبة الفاتيكان، الأب جياكومو كاردينالي، قد أكد في تصريحاتٍ إعلامية منح المسلمين حق أداء الصلاة داخل أروقة المكتبة، في مبادرةٍ وُصفت بأنها إنسانية وحضارية، إلا أن ردود الفعل المتشددة سرعان ما تحولت إلى حملةٍ شعواء ضد المؤسسة الدينية، متهمةً إياها بفتح الباب أمام “اختراقٍ ثقافيٍّ إسلاميٍّ” داخل قلب الكنيسة الكاثوليكية.
وسارعت وسائل إعلامٍ كاثوليكيةٌ متشددة إلى مهاجمة القرار، ووصفت الأمر بأنه “حصان طروادة جديد يهدد أوروبا من الداخل”، في خطابٍ عكس تصاعد نزعة الخوف من الإسلام داخل بعض الأوساط الكنسية.
ويرى مراقبون أن هذا الجدل يكشف مجددًا عن التناقض القائم في الخطاب الكاثوليكي الرسمي، الذي يرفع شعارات “التسامح والحوار بين الأديان”، بينما يغضّ الطرف عن الخطابات التي تغذي الكراهية ضد المسلمين، ويبرّرها بذريعة الدفاع عن “الهوية المسيحية”.
ويُذكر أن مكتبة الفاتيكان، التي تُعدّ من أهم المراكز الثقافية في العالم، تحتفظ بآلاف المخطوطات الإسلامية والعربية القديمة، ما يجعل هذا الجدل حول غرفة الصلاة إشارةً رمزيةً إلى عمق التوتر الكامن بين الدعوات للحوار الحقيقي، والمخاوف من الإسلام التي لا تزال تسكن العقل الغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى