أوروبا

الحجاب في الرياضة… جدل متصاعد وانتقادات حقوقية لقرار فرنسا

الحجاب في الرياضة… جدل متصاعد وانتقادات حقوقية لقرار فرنسا

تصاعدت الأصوات الحقوقية المطالِبة بإنهاء حظر الحجاب في الرياضة، ووصفت هذا الإجراء بأنه “يُقصي النساء من الساحات الرياضية”، ويشكّل إنكاراً لحقهن في المشاركة.
وكانت فرنسا قد منعت العام الماضي لاعباتها من ارتداء الحجاب خلال مشاركتهن في أولمبياد باريس، كما تفرض الحظر على استخدام غطاء الرأس في رياضات جماهيرية مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة على مختلف المستويات. وزاد الجدل في فبراير (شباط) الماضي بعدما صادق مجلس الشيوخ الفرنسي على مشروع قانون يحظر الرموز الدينية – ومنها الحجاب – في جميع المنافسات الرياضية.
الحجاب يُعد في كثير من الدول ممارسة ثقافية أو تقليدية في كثير من المجتمعات.
وقد أثير الملف مجدداً هذا الأسبوع في مؤتمر “بلاي ذي غيم” (Play the Game) الذي تستضيفه فنلندا سنوياً بوصفه منصة “لتعزيز الحوار من أجل ديمقراطية الرياضة”. وقال خيران نور، المدير المؤسس لمؤسسة “سبورتس ليغل”، إن “حرمان الرياضة لمكان الحجاب هو في حقيقته حرمان للنساء أنفسهن من الوجود”.
ومن جانبه، أكد فرانك كوندي تاندبرغ، مستشار السياسات في منظمة العفو الدولية، فرع النرويج، أن الحظر “يفتقر لأي غرض مشروع”، ويجب أن يُلغى فوراً، مشيراً إلى أن “إجبار اللاعبات على الاختيار بين مستقبلهن الرياضي وهويتهن تجربة مهينة تؤدي إلى الإقصاء وما يترتب عليه من أزمات بدنية ونفسية”.
فرنسا كانت قد شرعت أولى خطوات الحظر في 2004 حين منعت الرموز والملابس الدينية في المدارس بعد نقاشات طويلة، ثم امتد القرار إلى الرياضة. وفي وقت سابق من هذا العام، أعاد الرئيس إيمانويل ماكرون التأكيد على دعمه لميثاق اللجنة الأولمبية الدولية الذي يحظر ارتداء الرموز الدينية خلال المنافسات، بينما سمحت اللجنة بارتداء الحجاب في القرية الأولمبية، وتركَت قواعد المنافسات لتقدير الدولة المستضيفة.
لكن هذا التبرير القائم على “الحياد” رفضته بشدة اللاعبة الفرنسية السابقة هيلين با (23 عاماً)، التي مُنعت من ممارسة كرة السلة بسبب تمسكها بالحجاب. وقالت في المؤتمر: “الحديث عن الحياد هو أكثر الأفكار نفاقاً على الإطلاق… الرياضة قائمة على التمايز حسب العمر والجنس والوزن والطول والمال والعرق والدين”.
وبحسب دراسة أجرتها منظمة العفو الدولية، تُعد فرنسا الدولة الوحيدة من أصل 38 دولة شملها البحث، التي تفرض حظراً على غطاء الرأس الديني في الرياضة. وفي مقابل ذلك، أنتجت شركات عالمية مثل “نايكي” و”هيا” حجاباً رياضياً مصنوعاً من أقمشة صناعية مخصّصة لتعزيز الراحة والمشاركة الشاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى