البرقع والنقاب في مرمى الاستهداف: قلق متزايد لدى الجالية المسلمة في فنلندا

البرقع والنقاب في مرمى الاستهداف: قلق متزايد لدى الجالية المسلمة في فنلندا
تصاعد الجدل في فنلندا حول إمكانية فرض حظر على أغطية الوجه مثل البرقع والنقاب، وسط انقسام سياسي حاد بين دعاة الحرية الدينية ومن يرفعون راية المخاوف الأمنية. الجالية المسلمة وجدت نفسها في قلب هذا النقاش الساخن، معبرةً عن رفضها وقلقها العميق من محاولات استغلال القضية سياسيًا وتشويه صورة المسلمين في البلاد.
صحيفة “Yle” الوطنية نقلت، الخميس، عن وزيرة الداخلية الفنلندية ماري رانتانين قولها إن الحكومة تدرس حاليًا فرض حظر أو تقييد على ارتداء أغطية الوجه خلال الدورة البرلمانية الحالية، في وقت تشهد فيه الحكومة أصواتًا متباينة ومواقف متعارضة بين الأحزاب السياسية.
وأصدرت 40 منظمة تمثل الجالية المسلمة بيانًا مشتركًا، أعربت فيه عن “خيبة أمل كبيرة وقلق بالغ” من النقاش الدائر، مؤكدة أن هذا الجدل يعكس “خطابًا شعبويًا مفتعلًا” يهدف إلى خلق مشكلة لا وجود حقيقي لها، لاسيما أن ارتداء النقاب والبرقع نادر جدًا في فنلندا، حيث تكتفي معظم النساء المسلمات بالحجاب الذي لا يغطي الوجه.
الجدل تفجّر عقب منشور لوزيرة الضمان الاجتماعي ساني غران لاسونين على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفت فيه البرقع والنقاب بأنهما “غير مناسبين للفصول الدراسية الفنلندية”. وجاء ذلك بعد اقتراح تقدم به 15 نائبًا من حزب الفنلنديين يطالب بحظر كامل لأغطية الوجه في الأماكن العامة.
من جانبه، رفض وزير التعليم أندرس أدليركروتز هذه الدعوات، موضحًا أن النقاب محظور أصلًا داخل المدارس الفنلندية، وأن الوزارة لم تتلق أي بلاغات عن ارتدائه بين الطلاب، ما يجعل الحديث عن الحظر العام غير منطقي.
وشدد بيان المنظمات الإسلامية على أن النساء اللواتي يرتدين النقاب يفعلن ذلك عن قناعة شخصية وطواعية، وأن أي حظر سيشكل “انتهاكًا واضحًا للحقوق الأساسية”، وسيؤدي إلى تصاعد التمييز والاستهداف ضد الجالية المسلمة.
ومع استمرار الجدل، يرى مراقبون أن القضية تحولت إلى معركة بين مبادئ الحرية الدينية ومخاوف الأمن، في ظل تصاعد خطاب شعبوي يسعى لاستثمار النقاش لتعزيز مواقعه في المشهد السياسي الفنلندي.